ضمن برنامج رابطة العالم الإسلامي للتواصل مع الأقليات المسلمة في العالم، يقوم معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام للرابطة بزيارة الصين على رأس وفد إسلامي عالمي وذلك في الفترة من 28 /10 8 /11 /1431ه تلبية للدعوة التي تلقاها معاليه من رئيس الجمعية الإسلامية في الصين، فضيلة الشيخ هلال الدين تشين قوانغ يوان. وقال د. التركي في تصريح بشأن هذه الزيارة: إن رابطة العالم الإسلامي تحرص على التواصل مع الأقليات المسلمة في العالم، وذلك من خلال زيارات وفودها ولقاءاتهم مع المسؤولين في الدول التي تعيش فيها الأقليات ومع العلماء والدعاة ومسؤولي المنظمات والجمعيات والمراكز الإسلامية. وبين أن المسلمين في الصين لهم تاريخ عريق، وهم جزء من أمة الإسلام، ولا بد من التواصل معهم والتعاون مع الجمعية الإسلامية التي تمثلهم في إقامة المناشط الثقافية والاجتماعية المشتركة. وأبرز معاليه أهمية العلاقات بين المسلمين والصين، التي تعود إلى عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وهي علاقات تشعبت بين وفود التجار والرحالة والبعثات الرسمية المتبادلة بين الخلفاء المسلمين وحكام الصين، مشيراً إلى أن الإسلام لقي قبولاً عن أهل الصين منذ حكم أسرة (تانج) التي حكمت الصين ما بين عامي 618 907م وفق ما سجله المؤرخون، وفي ذلك العهد بني أول مسجد في الصين، مشيراً معاليه إلى أن كتب التاريخ زخرت بشرح العلاقة بين العرب المسلمين وأهل الصين وما صاحبها من تماذج ثقافي وتبادل تجاري شهده طريق الحرير التجاري بين الجانبين، إلى جانب انتقال الصناعات الصينية إلى بلاد العرب ومنها صناعة الورق. وقال د. التركي إن مسلمي الصين أسهموا في الحضارة الصينية ومازالوا يشاركون في مجالات التنمية والمجالات الثقافية والاجتماعية في أنحاء الصين، مشيراً إلى زيادة تواصلهم في هذا العصر مع البلدان الإسلامية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي تستضيف حجاجهم في كل عام، وتمنح أبناءهم منحاً دراسية في جامعاتها، وأضاف: إن رابطة العالم الإسلامي تستضيف في كل عام عدداً من حجاج الصين كما تسهم في المنح الدراسية المقدمة لأبناء المسلمين من خلال التنسيق مع الجمعية الإسلامية الصينية. وأوضح معاليه أن وفود الرابطة زارت الصين مرات عديدة، وأن الوفد الإسلامي الذي كونته الرابطة سيزور في الأسبوع القادم عدداً من المقاطعات الصينية، وسوف يلتقي خلال الزيارة مع عدد من المسؤولين في العاصمة الصينية بكين، وفي مقدمتهم فخامة الرئيس جاتسنغ لين، رئيس المؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني. وقال: إن الوفد سيقوم خلال زيارة الصين بجولة في عدد من أقاليمها، حيث سيزور إقليم شينجانغ للقاء مع المسؤولين فيه، وسيلتقي مع العلماء والأئمة خلال زيارته للجمعية الإسلامية في مدينة أورومجي، وسيزور كلاً من مدينة كاشغر في إقليم شينجانغ، ومدينة لانجو في إقليم كانسو. وقال د. التركي: إن زيارة الوفد الإسلامي للصين ستعزز أواصر التعاون في العديد من المجالات بين الرابطة والجمعية الإسلامية في الصين، وسوف تتيح الفرصة لانطلاقة جديدة للحوار مع ممثلي الحضارات والثقافات في شرق آسيا للتعاون في قضايا المشترك الإنساني، وذلك في ضوء مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود للحوار. وبهذه المناسبة أعرب د. التركي عن عظيم الشكر والتقدير لقادة المملكة العربية السعودية على دعمهم ومساندتهم للرابطة، وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود، داعياً الله العلي القدير أن يثيبهم على ما يبذلونه في خدمة الإسلام، وأن يبقيهم ذخراً للمسلمين.