شهدت الأسواق الشعبية في العامين الماضيين عودة تدريجية للمستهلكين خصوصا المواطنين والمقيمين من ذوي الدخل المتوسط والمتدني وحتى الفقراء في ظاهرة يبررها قاصدو تلك الأسواق بأنها هرب من الارتفاع المتزايد للأسعار أو ما وصفوه بجحيم الأسعار. ويجد مرتادو تلك الأسواق احتياجاتهم من البضائع بأسعار ميسرة تناسب مستوياتهم المعيشية، سواء كانت مواد غذائية أو ملابس أو أثاث منزلي. وساهمت موجة في ارتفاع الإقبال، ما انعكس على نمو تلك الأسواق التي ترجع معظمهم إلى أزمنة بعيدة مرتبطة بأيام الأسبوع. ويرصد المواطن محمد القرني زيادة تلك الأسواق في محافظة بين قائلا: في منذ عشرة أعوام تراجع الإقبال على هذه الأسواق، حتى إن بعضها أوشك الباعة على تغيير نشاطهم إلى أماكن أخرى، أما الآن فنشهد عودة قوية وارتفاع إلى درجة ارتفاع عددها إلى 15 سوقا موزعة على أيام الأسبوع السبعة. وتمثل أسواق الربوع في الروشن والخميس في نمران أهم هذه الأسواق من الناحية التاريخية، حيث يمثلان إرثا تجاريا قديما من بين أسواق الجزيرة العربية، وجاء ذكرهما في كثير من المؤلفات والكتب التاريخية، وهناك أسواق أخرى لا تقل أهمية وتاريخا عن هاتين السوقين وأصبحت لها شهرتها في المنطقة بشكل خاص وفي المملكة بشكل عام. ومن أبرز تلك الأسواق: النقيع كل يوم الخميس، وسوق الجنينة وسوق الجعبة يوم الجمعة، وسوق العطف وآل عمودة يوم الأربعاء، والثنية يوم الثلاثاء، وأسواق الحازمي والبهيم وصمخ يوم الإثنين، ومهر والحفيرة وواعر يوم الأحد، وتبالة يوم السبت. ويعتبر محمد البيشي الذي يمارس نشاطا تجاريا في هذه الأسواق أنها رافد سياحي مهم لمنطقة عسير، وتمارس فيها طقوس التجارة القديمة، لافتا إلى أن التنوع هو السمة الغالبة. ويستشهد البيشي ببيع المواشي إلى جانب المواد الغذائية والملابس الجاهزة، مبينا أن «التاجر لا يشهد خسارة في كثير من الأحيان، فإذا فاته البيع في سوق السبت ذهب اليوم التالي إلى سوق الأحد وهكذا حتى يوم الجمعة».