احترق خمسة تشاديين من أسرة واحدة في حريق طال مسكنا في حي الربوة الشعبي في جدة فجر أمس. وقالت التقارير إن النيران قضت على الخمسة أثناء خلودهم للنوم، فحاول رب العائلة الذي استيقظ مفزوعا وسط النار والدخان إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فلما أعيته الحيلة لاذ بغرفة جانبية وفشل في الخروج وقضى محترقا مع زوجته وأطفاله. وأضاف التقرير الرسمي أن النيران الكثيفة غطت أرجاء المنزل الشعبي وحاصرت سكانه (الأب والأم وثلاثة أطفال). وتلقت غرفة عمليات الدفاع المدني نداء استغاثة عاجلا عن الحادث من أحد الجيران، فتحركت إلى الموقع ثلاث فرق إطفاء وإنقاذ، وواجه الإطفائيون مصاعب كبيرة في مواجهة الحادث بسبب تجمعات لأقارب الضحايا المحتجزين في محيط المنزل، لكن رجال الدفاع المدني نجحوا في تهدئة روعهم وإبعادهم عن منطقة الحادث ومباشرته في الحال. وتبين من المعاينة الأولية أن الحريق شب في غرفة تبلغ مساحتها أربعة أمتار، وسط منزل مشيد من طابق واحد وملحق تقطنه العائلة المنكوبة. وذكر شهود عيان أن الحريق استعر في المنزل ربع ساعة دون أن يتم إبلاغ قوات الدفاع المدني، الأمر الذي أسهم في زيادة وطأة النيران واحتجاز السكان، كما ضاعفت طبيعة المسكن وأسقفه المشيدة من الأخشاب من امتداد النار، لكن ذلك لم يمنع الإطفائيين من اختراق الموقع والاستبسال في الإطفاء والسيطرة على النيران الهائلة، بمتابعة مدير الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة العميد عادل زمزمي، ومباشرة مدير الدفاع المدني في محافظة جدة العميد عبدالله الجداوي، فيما رأس التحقيقات الرائد عبدالله الزهراني بمشاركة خبير التحقيق الميداني النقيب بندر الحارثي. وأبلغ المتحدث الرسمي في الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة النقيب عبدالرحمن الغامدي، أن أسباب الحريق لم تتضح بعد، مؤكدا تسجيل خمس حالات وفاة. وتم استدعاء خبراء الأدلة الجنائية لمعاينة الموقع ورفع مسوحات من مواقع عدة، بهدف التأكد من عدم وجود أية شبهات في الحادث الأليم.