دعا صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ضيوف سوق عكاظ من مثقفين وأدباء للمساهمة في تطوير السوق قائلا: «نرجو من الله أن يعيننا إلى السبل الناجعة لتطوير سوق عكاظ ونشاطاته، لتصل إلى المستوى اللائق، وسوف أشغلكم قليلا خلال الأيام المقبلة برصد مقترحاتكم وملاحظاتكم وتزويدي بها؛ لتطوير السوق ليكون بالمستوى اللائق، فلا نزال في أول الطريق». جاء حديث الأمير خالد الفيصل لدى استقباله أمس ضيوف سوق عكاظ في حفل الغداء الذي أعده لهم في فندق الإنتركونتيننتال في الطائف. وأكد الأمير خالد أن القفز على الحدود علامة للفشل، وأن العالمية لا يصل إليها أحد إلا عن طريق المحلية، مطالبا باكتشاف ما لدينا لنطوره، ومؤكدا في نفس الوقت أن خادم الحرمين الشريفين صاحب المبادرات للمشاركة في رفاهية الإنسان، وهي سياسة الدولة والقيادة. وبين الفيصل أن «سوق عكاظ كان سوقا ثقافيا وتراثيا وفكريا، والآن يعود، ولكن يجب ألا يكون لمحاكاة الماضي، ولا بد أن نطرح فيه النظرة للمستقل ومحاكاة الواقع، كان يقدم آلية الفكر والثقافة والتجار، ونحن يجب أن نعيد هذا المفهوم ونضيف إليه، وأن يقدم آمالنا المستقبلية، وسوف أطلب من القائمين أن تكون الجادة العام المقبل جادة الماضي والمستقبل، وأطلب من كل الجهات المسؤولة عن كل ما من شأنه الأبحاث والصناعات والتقنية المستقبلية أن يستخدموا الجادة لعرض ما لديهم، وهذه الجادة للأفكار المستقبلية التي نأمل أن تكون معولا بناء لمجتمعنا في عكاظ الماضي والمستقبل، ولا استغني عن أفكاركم وملاحظاتكم ومقترحاتكم وعن تطوير هذا السوق وجوائزه». كما حث أمير منطقة مكة وزير الثقافة والإعلام أن يولي المسرح السعودي اهتماما كبيرا، قائلا «هناك سواعد ينبغي أن تنهض بالمسرح لمصاف الدول المتقدمة»، وأضاف «شاهدنا في السنوات الأربع جادة سوق عكاظ تقدم التراث، وهذا شيء جميل، ولكن ما نأمله هو أن نقدم الفكر والإبداع الجديد حرفيا ثقافيا». موضحا أن «دورات السوق الأولى والثانية تجربة، أما في العامين الأخيرين قدمنا تجربة المسرح السعودي في حالته الحاضرة وإمكاناته المتوافرة، وما شاهدنا يبشر بالخير للمسرح السعودي». وعد الأمير خالد الفيصل سوق عكاظ سوقاً تاريخيا يعيد في أذهان الشابات والشباب ما كان يتبادل للأفكار ونشر للثقافة التي نشأت في ذلك الوقت. ودعا الجهات المهتمة بالتقنية وبالصناعة وبالثقافة بالمشاركة في سوق عكاظ وتقديم ما هو جديد في هذه المجالات للمجتمع، معبرا عن تطلعه في أن يكون هناك معارض للكتاب، التقنية، والصناعات الحديثة في سوق عكاظ، وأن يكون السوق سوق القرن الواحد والعشرين لا أن يكون السوق فقط سوق أيام ما قبل الإسلام وصدر الإسلام. وأردف قائلا: إن سوق عكاظ ليس تكرارا لمهرجان الجنادرية ولا يجب أن يكون، فمهرجان الجنادرية له شخصيته وله توجهه وله استراتيجيته وله مكانته التي احتلها بقدرة وجدارة ويجب أن يبقى مهرجان الجنادرية بهذه الصورة وبهذا الشكل تقديرا واحتراما من الجميع، وسوق عكاظ يجب أن ينحو منحى آخر هو منحى أدبي وثقافي، يجب أن نقدم فيه فكر المستقبل للإنسان السعودي بالذات. من جانبه، أوضح محمد بن عبدالله الحميد أن السوق عاد إلى موقعه بدعم الأمير خالد الفيصل، منوها بجهوده في خدمة الثقافة والسياحة منذ أن كان أميرا لمنطقة عسير. وتطرق شاعر سوق عكاظ شوقي بزيع إلى مواقف المملكة مع الشعب اللبناني، مقدما شكره لمبادرات خادم الحرمين الشريفين في ذلك، وشكر الأمير خالد الفيصل على خدمته للثقافة. من جهة أخرى، أجاب الأمير خالد الفيصل بعد تناول الغداء على أسئلة الإعلاميين والضيوف في مؤتمر صحافي أكد في مستهله على دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله للسوق، وقال: «لولا دعم الملك وإصراره على هذا السوق في المكان الذي عرف فيه تاريخيا لما قام وهو الرجل الذي أعاد لهذا المكان نبض الحياة الفكرية والتجارية». وعن سوق عكاظ في عامه الرابع وما يتطلع إليه الأمير خالد من مستقبل لهذا السوق التاريخي، قال «إن سوق عكاظ أعاد وهج الشعر بين الأغراض الأدبية الأخرى والسوق التاريخي وبقدر ما يهم إعادة هذا التاريخ في أذهان النشء ونشر ثقافة السوق التي قامت في ذلك الوقت وليس للشعر فقط وإنما للثقافة والتجارة، وقد كان سوقا بمعنى الكلمة وأبرز ما سجل فيه الشعر، لأنه كان ديوان العرب وكان أعظم فن من الفنون في ذلك الوقت، وكان الناس يحفظون قصائدهم لتسجيل مواقفهم، أما اليوم نريد من سوق عكاظ أن يكون كما كان في السابق، سوق كل شيء ويتخذ الشعر سمة، ونريده سوقا شعريا فكريا تجاريا، نريده سوق اللحظة والآنية كما كان في ذلك الوقت، فقد كانوا يتبادلون ما يهمهم وما يستقبلهم، واليوم نحن نريد ذلك أيضا، نريد المناهج الفكرية». وأضاف «نريد أن ندعوا الشركات التقنية والثقافية للسوق وليس فقط الحرف والتراث، نريد أن نقوم بإعداد الناس لما يكون عليه المستقبل». وحول إمكانية عقد مؤتمر لوزراء الثقافة العرب ومعرض كتاب خاص يواكب هذا التطور الثقافي، قال: «ما أهدف إليه أن يكون هناك معارض للكتاب والتقنية والصناعات الحديثة، وأريد سوق عكاظ سوق القرن الواحد والعشرين.. وقد قمنا هذا العام بدعوة وزير الثقافة القطري بحكم أن قطر عاصمة الثقافة العربية ودعوة وزراء الثقافة العرب فكرة مفتوحة لدينا في المستقبل». وفي رد عن سؤال استفسر عما يقدمه السوق للشباب أوضح الأمير خالد أن سوق عكاظ مفتوح أمام الشباب وكل ما في السوق هو ناد للشباب. وعن إمكانية أن يكون سوق عكاظ معرضا للصناعات العربية، قال سموه هذا ما نعمل عليه وسوف ندعوا جميع الجهات المعنية بثقافة الشباب والتقنية والصناعة. ولفت الأمير خالد إلى أن توقيت سوق عكاظ حاليا يدرس مع اللجنة الإشرافية لاختلاف الآراء المتعددة حول توقيته الزمني سنويا.. وسيتم تحديد الأنسب. وبين الأمير خالد أن الدراسة الأولية للمدينة التاريخية لسوق عكاظ انتهت وأشار إلى أن الأرض الآن في يد الهيئة العام للسياحة، مبينا أنه تحدث مع الأمير سلطان بن سلمان، وقال: «وعدني الأمير سلطان أن المشروع سيطرح للاستثمار قريبا.. وعندما تنتهي مدينة سوق عكاظ ستتاح الفرصة بشكل أكبر للمشاركة من دول أخرى.. والسوق يجب أن يسوق الصورة الثقافية السعودية، وتحويل سوق عكاظ إلى منتدى فكري يسوق للثقافة السعودية». وشدد الأمير خالد على «أن سوق عكاظ ليس تكرارا لمهرجان الجنادرية ولا يجب أن يكون، فمهرجان الجنادرية له مكانته وشعبيته التي احتلها، ويجب أن تبقى محل تقدير، وسوق عكاظ يتجه منحى أدبيا ثقافيا فكريا في المستقبل للإنسان السعودي». وفي ختام المؤتمر الصحافي نفى الأمير خالد تحول سوق عكاظ إلى مؤسسة قائلا «إن سوق عكاظ أصبح له كيان ولن يكون مؤسسة أهلية».