أمام مشهد اللون الأخضر العشبي المفعم بالحياة والخصب .. بدت كآبة ما يحمله بعض شبابنا وفتياتنا وصولا إلى بعض المثقفين والنخب التي خلطت (الوطن المكان بكل مقوماته) وبين الأداء الكلي لأجيال متلاحقة ومتتالية من القياديين والتنفيذيين وحتى من مارسوا الفساد أو سوء الإدارة .. وبدا موقف المقاطعين للاحتفال عقابا موجها للوطن. لا أحد ينكر وجود الفساد والبطالة .. إلخ العاهات التي أنتجها الفساد الأخلاقي والغباء والتقاعس الإداري، لكن الإعراض عن الفرحة من البعض والتنغيص على الآخرين هل يمنح وظائف ويوفر فرص تعليم وعمل ..؟!، هي حالة حسد ومحاولة إزعاج المحتفلين بذكرى التوحيد وبعد عن الامتنان في أبسط صورة، بيننا تيار لا يحتمل فكرة الفرح يطمح بمجالس عزاء ينعى فيها ما حرم منه .. وبدلا من إنزال المناسبات منازلها يتذكر ما ليس لديه وينسى نعم الله «الصحة والأمان وغيرها». منهم من قال بماذا احتفل بفقري وبطالتي .. كأن الوطن وظيفة .. أو تخصص يحتاج واسطة .. أو مديون يحقد على وطنه ويحمل ثرى الأرض المسؤولية ..!!، حالة مادية بحتة .. جحود لا يمكن التصالح مع فكرته .. نعم الوطن مأوى مهما بدا متواضعا وصغيرا، ومقعد لتلقي التعليم وسرير عند تدني الصحة . .وهو أيضا يوم وطني مجيد يذكر فيه من أعطى وبذل حق شكره ..حتى تدور عجلة الحياة، يوم للفرح ومائة يوم لمناسبات الأسى، غرق البعض في سوداويتهم حتى تمنيت ترحيلهم إلى أقرب دولة من دول الجوار وما أكثرها ليشاهدوا كيف تتمزق أوطان الآخرين يوميا ويحلمون بربع ما نحن فيه. وقفة .. كثيرة أحلامنا غزيرة مطالبنا وأيام العام بطولها ننتقد مجتمعا وإدارات وقطاعات ومسؤولين بلا رحمة ولا هوادة، أما القطاع الخاص فحتى اليوم الوطني لم يسلم، ومع هذا تكاثر تيار أعداء الفرح أن نحتفل يوما واحدا بذكرى التوحيد، وأن تعرف الابتسامة والتهاني طريقها إلى يومنا كأنهم يجرمون الفرح ويعتبرونه خيانة عظمى لبؤسهم!!. الوطن هو الكائن الوحيد المستحق للحب غير المشروط، وإغماد الفرحة .. وطعن ومحاولة إزهاق وتمزيق حالة الفرح بإحياء حفلات الانتحاب لن يصلح الأحوال .. لن يمنح وظيفة .. لن ينصف مظلوما، هذه الظاهرة تؤكد وجود خلل في فهم كيفية الفصل بين أداء بشر يؤثرون على حياتنا واستحقاقاتنا ويرحلون وبين الوطن وروح الانتماء .. رحم الله شهداءنا الأبرار، وكل من قبضت روحه فداء لأمننا ووحدتنا .. حتى يومنا هذا ..ما كان هذا جزاءهم وحقهم علينا ولولاهم بعد الله إلى جانب جهود وتضحيات غيرهم ما وجد من سكبوا غضبهم في العالم الافتراضي وغيره سقفا وجدرانا ولوحة مفاتيح يبثون من خلالها مشاعر إحباطهم!!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة