تعمدت الخروج في اليوم الوطني لمشاهدة مظاهر الفرح المنتشرة في كل أطراف المدينة. والملفت في هذه التظاهرة الكثافة الشبابية (من الجنسين) مما يؤكد أننا مجتمع شاب أي أن نسبة الشباب كتعداد سكاني تمثل رقما مرتفعا وهو الأمر الذي يستوجب إعادة النظر عشرات المرات لكل ما يعيق هذه الطاقة البشرية وتذليل العقبات لتحقيق مستقبل زاهر. ربما بدأت بهذه الملاحظة كون الشباب ملأوا جنبات المدينة فرحا وهم يحملون الصور والأعلام والألوان والأهازيج والرقصات والضحكات في تشكيلات مختلفة ظلوا يجوبون المدينة إلى مطلع الفجر. هذه الكثافة العددية دائما ما تجد نفسها محاصرة في نقاط محددة من المدينة لأن الدعوات المتكررة بإيجاد أماكن عامة كبيرة لأن تكون مواقع للاحتفالات والمناسبات غير موجودة، وإن وجدت فهناك مكان واحد يعد الوصول إليه مغامرة تنهي فرحتك حيث الازدحام والاختناق والخطط المرورية التي تزيد من دوران الناس حول الموقع من غير الوصول إليه. ومدينة كجدة لا يكفي فيها موقع واحد أو موقعان حيث لابد من إيجاد مواقع متعددة ومجهزة لاستقبال الأعداد الغفيرة من الناس الباحثة عن لحظة فرح في يوم أو في مناسبة. ومناسبة اليوم الوطني مثلا هي بحاجة إلى مهرجانات وفقرات ترفيهية تمتص الوقت الذي يهدر في الدوران المحموم من غير وجود ما يشغل طاقات الشباب الباحثة عن ترفيه. وثمة أمر آخر لجأ إليه المحتفلون لقضاء الوقت تمثل في المراكز والمولات التي غصت بالناس من غير أن تكون لدى تلك المراكز خبرة بإدارة مثل هذه التجمعات كما أن قرار منع دخول الشباب إلى المراكز ساهم في إحداث تجمهر وشغب ليس له داع، فمئات الشباب مقذوفون خارج المركز الواحد ليس لسبب محدد سوى أنه شاب، كما أن تلك المراكز ليس لديها خبرة في إدارة المجاميع الكبيرة وفي مناسبة كاليوم الوطني تقرر إدارة المركز إغلاق المركز في الوقت المحدد لإغلاق المركز من غير تفويج تلك الأعداد وفق خطة محكمة مما يحدث شغبا ومشاجرات وفوضى لا تليق بمظاهر أناس خرجوا من أجل التعبير عن الفرح. وهذا ما يمكن أن نسميه افتقارنا إلى ثقافة الفرح حيث لا نستطيع أن نعبر عن فرحنا إلا باختلاق المشكلات وهذه مشكلة أخرى يجب التركيز عليها إعلاميا كي تهذب السلوكيات النافرة لبعض الخارجين في مثل هذه التجمعات. إذا ليس مهما أن نحدد وقتا لمناسبة ما بل الأهم أن ندير المجاميع في تلك المناسبة ..ونحن لازلنا إلى (غد) لا نعرف كيف نجعل أية مناسبة فرحا حقيقيا للجميع. وأقول فرحا للجميع لأن هناك جهات تصاب بالدوار في أية مناسبة خروج جماهيري مثل المرور والشرطة والإسعاف والمولات، ويحدث هذا الصداع لغياب الخطط والبرامج لإدارة أية مناسبة. كل عام والوطن بخير بناسه. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة