مشاري بن صالح العفالق - اليوم من وأد فرحتك..؟ من سرق لباسك البهي في ليلة عرسك..؟ من روع أبنائك..؟ ونشر الفوضى بين جنبات مدينتك «الخبر» الحالمة والضاربة على أمواج حضارة الخليج العربي تلكم المدينة البهية الجميلة والهادئة من أي دين وعن أي حضارة نقلوا ذلك المنهج التخريبي صورةً باهتةً في يوم عيدك ..؟! عزاؤك ألا يزال لك أبناءٌ بررة يضحكون ويبكون لأجلك .. يا وطني. أستمع باهتمام للتحليلات التي تناولت أسباب ذلك الشغب الذي افتعله المراهقون والشباب الملثمون القادمون من خارج المنطقة أو من داخلها. • عدم وجود متنفس للشباب مع تزايد موجات تحريم اللهو البريء وغير المؤذي أو التمسك بتطبيق نموذج متشدد لا يراعي تحوّلات العصر. • نقمة من شباب لم يستمتعوا في العيد بسبب تردي الحالة الاقتصادية أو الاجتماعية. • عدم التركيز الإعلامي على الوطن كمكان جغرافية وثروة بيئية ونعمة اجتماعية ومقصد عالمي يجب المحافظة عليه والاقتصار على الاهتمام بالسرد التاريخي ومظاهر الولاء لولاة أمر البلاد منذ تأسيس الدولة مع الأهمية البالغة لرواية التاريخ وترسيخ التلاحم والولاء لحكام البلاد في هذا العرس الوطني. • تقصير الأسرة في تربية أبنائها على حب الوطن والحفاظ عليه والتعامل بحضارية مع المناسبات العامة. • محاولة من المراهقين والشباب لإيصال رسالة ساخطة تجاه المجتمع تحتاج للدراسة ومعرفة محتواها ودوافعها. أيا كانت الأسباب والدوافع .. كيف يمكن لابن أن يتخذ العقوق وسيلةً لتحقيق مطلب من أمه .. وكيف نجازي الجميل بالفعل الرذيل.. وإذا كانت المسألة تتعلق بتقصير تجاه الشباب فهذا صحيح .. غير أن ما حصل يستعصي على التبرير.. في يوم الاحتفال بالوطن الذي نعيش في كنفه ونرسم أحلامنا على لوحته، كنا ننتظر أن يلبي أبناؤنا دعوة وطنهم بحضارة وحتى لو قصر بحقهم ذلك الوطن الذي تظلنا سماؤه، فواجب علينا جميعا التضحية من أجل رفعته.. لا أن نهدد أمنه..! ثم إن كان ذلك السبب ما ذنب أصحاب المحال التجارية والمطاعم والمرافق التي دمرت في غفلة وأخذت على حين غرة، وهي أحد مكتسبات هذا الوطن ومظنة إعانة أبنائه بما تقدمه لهم من وظائف وخدمات..! موقف آخر أمرّ طعماً وأكثر حرقةً .. هل بات أهلنا ومن نعتبرهم أعراضا لنا هم الحلقة الأضعف والأكثر إغراءً للمعتدين من أبنائنا الشباب في أية مناسبةٍ، كانت فرحا أو لهوا أو شغبا.. هل تجاوز شبابنا في ساعات طيشٍ دوّنها التاريخ بقلمٍ شديد السواد، زمن الجاهلية يوم كان العربي الشاب يتفاخر بحفظ الأعراض، وغض البصر، وإكرام الجار والزائر.. بل وكأن من بيننا اليوم من تجاوزوا الخطوط القيمية البشرية.. نقلت الصحيفة أن عددا من مشاغبي ليلة اليوم الوطني في الخبر، نقلوا إلى الشرطة للتحقيق معهم، وكلي أملٌ في أن يتم الاستماع لهم ودراستهم كحالة تستحق البحث والتقصي وأن تحاول الدراسة الإجابة عن سؤال هام هو: كيف يفكر أبناؤنا المشاغبون؟ ولماذا تمرّدوا على قيمنا ولم يأبهوا بأمن وطنهم، وأطلقوا لغرائزهم العنان دون أن يستشعروا أحاسيس أو مشاعر أخواتهم وجاراتهم ممن ينتظرن منهم الدفاع عنهن وقت المحن لا أن تمتد إليهن أيادٍ دنيئة وأعين تملؤها الخيانة والخسّة. نعم المسألة تحتاج إلى عقلانية في ردة الفعل ومحاولة استفهام الأسباب الحقيقية التي دفعت إلى هذا الفعل .. وهل يقف وراءه تنظيم معين أم دوافع شبابية تائهة.. غير أن ما حدث يجب استنكاره..ولا يجوز تبريره.. وعلينا أولا وأخيرا تربية أبنائنا على حب الوطن ومن يسكنه.. حب لا تعكره استثناءات ولا يخضع للمزايدات.. وكل عام وأنتم والوطن بكل خير..