أنقل في البداية ما قرأته عن كلمة عتاب فهي تعني «إعادة الوصل إلى أول صفاته، وهو مأمول منه أو ميؤوس منه، وهو الأمل ينبض به القلب، ويحكمه العقل» و «تعاتبا: تكاشف اثنان» و «المعتب: صاحب العتبى، رفيع الحس، وناقل العشم» ولذلك يقال: «لك العتبى حتى ترضى» وهي الجملة التي كثيرا ما أسمعها من الأستاذ هاشم الجحدلي كلما عاتبته. أعتب على صحيفة «عكاظ» لنشرها أسبوعيا مقالا مغرقا في اللهجة المحلية، وبأسلوب مستفز، ولا أعتقد أنه فات على «عكاظ» أن المادة ( 15) من السياسة الإعلامية السعودية نصت على أن «يحرص الإعلام السعودي على الارتفاع بمستوى المادة الإعلامية في جميع ميادينه، ويستبعد أي إنتاج لا يرقى إلى المستوى الجيد» فضلا عن أن المادة (17) نصت على «الحرص على تنقية المادة الإعلامية، التي تقدم من خلال وسائل الإعلام جميعها، من كل ما ينال من اللغة العربية الفصحى، أو ينفر منها، أو يقلل من أهميتها»، ليس هذا فحسب بل إن خطة التنمية الثامنة نصت على «العناية باستخدام اللغة العربية، ونشرها في وسائل الاتصال» وليس بعد هذه الالتزامات، ما يدع أي وسيلة إعلامية سعودية، تنشر مادة مغرقة في اللهجة المحلية، تجد فيها عبارات مثل: «الهرجة أيش ؟» و «أنا رجولي وركبي طقطقت من كتر ما أكفش فرامل، وأربط كلتش، يبغالي المزيتة حق المكاين، عشان أدهنها لما أرجع البيت» و «هادول الحريم». أعتب على «عكاظ» لترويجها عبارات كهذه، وأستبعد أن تكون مقصودة من جانبها لهدم اللغة العربية، و«عكاظ» أسسها رجل علامة في اللغة العربية (أحمد عبد الغفور عطار) فضلا عن توالي أسرة تحرير تحترم العربية، وتسعى لنشرها وترسيخها، ومن تحصيل الحاصل القول: إنها لغة القرآن الكريم، ولغة المملكة العربيةالسعودية التي نص عليها النظام الأساس للحكم، ولغة شددت على الالتزام بها الأنظمة السعودية، لذلك فإنني أدعو «عكاظ» إلى إعادة النظر في مقال مغرق بلهجة محلية، أكاد أقول: اندثرت. أخيرا عتبي على «عكاظ» نابع من كوني أحد المسؤولين السابقين فيها، وكاتبا منذ أن كان رئيس تحريرها الأستاذ «عبد الله خياط» ومن منطلق أمن عليها، وأتعاطف معها ومع كل وسيلة إعلامية سعودية تلتزم بالمحافظة على العربية، وآمل المعالجة الجذرية لهذا النمط من المقالات، فالحاجة تزداد إلحاحا مع مضي الوقت، ولكنها تتحقق بالعمل المتواصل على نشر العربية، وإصلاح المؤسسات الإعلامية، وضرورة ربطها بالسياسة الإعلامية السعودية، والصديق من صدقك لا من صدقك. badrkerrayem @ hotmail.com فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة