قرأت للقارئ الكريم علوي خياط رأيا على مقالي «المضاربون في سوق الإعلام» (عكاظ 13 رمضان 1430ه) قال فيه: «لم تعد مقالاتك مفهومة»، وهو رأي أحترمه، وأقدر صراحة قائله، فقد يدفعني لتحسين صورتي أمامه، وإذ ذاك ربما يفهم هو ما أكتب، وربما أنا لا أفهم، وفي كلتا الحالتين فأتقبل ما رأى، وفي المقابل أعتب عليه لأنه لم يدلني على السبب أو الأسباب التي دعته إلى عدم فهم مقالاتي؟ وهل هي كلها؟ أم المقال المعني بالرأي؟ وهل الموضوع نفسه (المضاربون في سوق الإعلام) غير مفهوم؟ أم الأسلوب؟ وإن كنت أستنتج أن المقصود هو الأسلوب. قديما قيل: «الأسلوب هو الرجل» وأفهم من ذلك أن أسلوب الرجل ينبئ عن: فهمه، ثقافته، شخصيته، علمه، تجاربه. أما الموضوع فقد يكون شأنا عاما أو خاصا، والكاتب يعبر عنه بأسلوبه الذي يقبله أحدهم ويرفضه آخر، وهذه طعبية من يتعامل مع القراء، وطبيعة فهم القراء لما يكتب الكاتب. بيت القصيد في تعقيبي هذا: أن القارئ الكريم أوصلني لحد البئر ثم قطع الحبل بي، وتركني أسبح وربما أسبح ضد التيار رغم كوني الينبعي (نسبة لمحافظة ينبع مسقط رأسي) الوحيد الذي لا يسبح لا في البحر ولا في النهر، ومن ثم فأنا أشبه ما أكون بغريق إن لم أكن كذلك، فمن أجد عنده الشهامة والشجاعة كي ينقذني من قضية «لم تعد مقالاتك مفهومة» وهو رأي جعلت منه قضية من حيث هو قد لا تستحق عند بعض القراء، فاقتطعت وقتا من أوقاتهم، ومساحة من صحيفة عكاظ لنشر تعقيب قد لا يكون هو الآخر مفهوما. في رأيي أن الكاتب هو أذن القارئ، والقارئ هو عين الكاتب، وقد يكتب الكاتب رأيا غير مفهوم عند بعض القراء، وقد يكون العكس تماما، والقارئ هو الآخر محصلة ثقافته، وفهمه، واستيعابه، وتجاربه، وخبراته، المستوحاة عادة من البيئة المحيطة به. قضيت معظم سنين حياتي في البيئة الإعلامية السعودية، أخذت منها الكثير، وما أكتبه عن الإعلام نابع من تخصصي الأكاديمي، وخبراتي العملية، وهو محصلتي، وذاك هو نصيبي، وتلك هي بضاعتي التي ترد علي إما بالاستحسان وإما بالاستهجان، وما علي إلا أن أتقبل ذلك، لكن من حقي أن أفهم عيوبي (رحم الله امرأ أهدى إلي عيوبي) وهو ما أشكر عليه الأخ علوي خياط، وإن كنت أكرر عتبي عليه لأنه لم يضع لي خطة من وجهة نظره تجعل مالم يفهمه من مقالاتي مفهوما، وما لم يرق له رائقا مقبولا، وهو ما انتظره منه، ومن آخرين غيره. فاكس: 014543856 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة