وافقت لجنة في مجلس الشيوخ الأمريكي أمس في تصويت أساسي على معاهدة خفض الترسانة النووية لروسيا والولاياتالمتحدة (ستارت) التي تثير تحفظات الخصوم الجمهوريين للرئيس الأمريكي باراك أوباما. وبعد أكثر من خمسة أشهر على توقيع أوباما ونظيره الروسي ديمتري مدفيديف الوثيقة، وافقت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ على النص ب14 صوتا مقابل أربعة أصوات، إلا أن المعاهدة لن تقر في مجلس الشيوخ بمجمله قبل الانتخابات التشريعية لمنتصف الولاية التي ستجرى في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني)، كما ذكر رئيس اللجنة جون كيري. وصوت ثلاثة أعضاء جمهوريين في اللجنة فقط لمصلحة المعاهدة. إلا أن أوباما عبر عن ارتياحه لأن النص «أقر بدعم قوي من الحزبين». ودعا الرئيس أيضا في بيان مجلس الشيوخ بأكمله إلى «التحرك بسرعة للتصويت على هذه المعاهدة» التي «ستعزز أمننا القومي». ووقع أوباما ومدفيديف في الثامن من أبريل (نيسان) في براغ معاهدة ستارت الجديدة (معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية) بين القوتين النوويتين الكبريين في العالم. وهي تنص على حد أقصى قدره 1550 رأسا نوويا ينشرها كل من البلدين، أي بخفض 30 في المائة مقارنة بمستوى العام 2002. وفي الولاياتالمتحدة، يفترض أن تتم المصادقة على المعاهدات التي يبرمها الرئيس بثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، أي 67 من أصل مئة عضو. وتشغل الأغلبية 59 مقعدا لذلك تحتاج إلى أصوات بعض الجمهوريين. وقد عبر هؤلاء عن مخاوفهم خصوصا حول مستقبل المنظومة الدفاعية الصاروخية الأمريكية التي يرون أنها مهددة بالنص الجديد بسبب تلميحات إلى هذا الموضوع في المقدمة وفي المعاهدة نفسها. وفي مقال نشر في مجلة «فورين بوليسي» بعيد التصويت البارحة الأولى، طلب كيري من الجمهوريين المعارضين «الكف عن استخدام الورقة السياسية».وقال إن الخوف من تقدم الروس على الولاياتالمتحدة لا أساس له. وكتب «أيا يكن السلاح الذي يصنعه الروس سنكون قادرين على تدمير بلدهم عدة مرات». وكان كيري حذر الثلاثاء زملاءه المتحفظين على دعم معاهدة الحد من الأسلحة من أن مجلس النواب الروسي (الدوما) سيتابع طريقة تعاطي مجلس الشيوخ الأمريكي مع عملية المصادقة.