كشف تدني مستوى النظافة في بعض أحياء محافظة جدة، عن انشغال عمال النظافة الميدانيين عن مهمات عملهم، وانصرافهم لجمع عبوات المشروبات الغازية الفارغة لإعادة تسويقها وبيعها على محال الخردوات الحديدية، بحثا عن المال مقارنة برواتبهم الشهرية. وأكد ل«عكاظ» مصدر مسؤول في أمانة المحافظة وجود مراقبة شديدة على عمال النظافة ممن يمارسون جمع العلب والكراتين، إذ تتم معاقبة المتورطين مباشرة، والإيعاز للشركات بالاستغناء عن خدماتهم، إلى جانب معاقبة الشركات المقصرة في أداء مهمات عملها وفق عقود مشاريع النظافة. وأوضح علي الشهري (ساكن في حي السامر) تضرر الحي من تكدس النفايات، انبعاث الروائح الكريهة بالقرب من المنازل، إضافة إلى تشويه المنظر العام، بعد أن اعتزل عمال النظافة العمل واللحاق بالعلب الفارغة لجمعها ومن ثم بيعها. وأشار أحمد الغامدي (ساكن في حي قويزة) إلى وجود كميات كبيرة من النفايات ومخلفات الأطعمة جوار حاويات النظافة، على رغم مرور فرق الأمانة الميدانين بجوارها ومعرفتهم بسوء نظافة حي دون تحرك وعلاج لهذه المشكلة. وأضاف الغامدي وجود حاويات نظافة غير صالحة للاستعمال ومتهالكة، إذ تحتاج إلى إصلاح أو استبدالها، مطالبا الأمانة بالعمل على فرض رقابة صارمة على عمال النظافة ممن لا يؤدون عملهم بالشكل المطلوب. وأكد سامي المطيري (من سكان حي الصفا) أن مشكلة تكدس النفايات وانبعاث الروائح الكريهة، باتت سمة مميزة للكثير من أحياء المحافظة، داعيا إلى الحرص على التعاقد مع شركات نظافة اختصاصية لا ينصرف عمالها عن مهمات عملهم دون مبرر. وانتقد سعيد الفضيلي (من سكان حي الربيع) تجاهل الأمانة لمشكلة تكدس النفايات داخل الأحياء بالرغم من وضوحها، ما يعني أن شكوى المواطنين المتكرر لا يفي بالغرض لتحسين مستوى خدمات النظافة في الأحياء، إذ لا بد من تدخل جهات أخرى للوقوف على هذه الأزمة. وشدد الفضيلي على أهمية إخضاع عمال النظافة لدورات تدريبية اختصاصية، لمساعدتهم في إنجاز أعمالهم بالشكل المناسب، للحيلولة دون تراكم النفايات وتكدسها داخل الأحياء. وقال ماجد علي (من سكان حي الأجواد) «إن الوضع الحالي للأحياء لا يتفق مع النقلة الحضارية والتنموية التي تشهدها المملكة خاصة مع تكدس النفايات داخل الأحياء، فضلا عن انتشارها على جانبي طريق الحرمين، ما يعني أن معظم الزوار والمعتمرين والحجاج يشاهدون هذا المنظر دون اهتمام من جانب الجهات المعنية عن نظافة أحياء وشوارع المحافظة».