تتنافس الاستراحات والشاليهات في العيد فيما بينها لجذب الزبائن واستقطاب أكبر عدد ممكن من النزلاء القادمين إلى جدة لقضاء الإجازة. وتفاجأ الزوار بارتفاع كبير للاستراحات الواقعة في طريق المدينة التي تراوحت أسعارها بين 1500 4000 لليلة الواحدة، مما اضطر الكثير إلى الخضوع لهذه الأسعار هربا من حرارة الطقس، حيث شرعت كثير من الأسر إلى حجز الاستراحة قبل العيد بأسبوعين لجمع الأقارب والترفيه. يقول راكان القثمي: إن الاستراحات أصبحت عادة مستمرة لسكان العروس يلجأون لها في فترات الأعياد وبشكل كبير، لافتا إلى أن الكثير من الأسر السعودية تحرص خلال أيام العيد على الذهاب إلى الاستراحات والاستمتاع من خلال لقاء الأقارب ببعضهم البعض، إضافة إلى توجه الشباب أيضا إلى الاستراحات لقضاء أوقاتهم خلال العيد سواء لممارسة الرياضة أو السباحة. من جانبه، قال مبارك عيسى من سكان محافظة الطائف: «حرصت على قضاء أيام عيد الفطر في جدة بعد أداء العمرة في العشر الأواخر من رمضان في المسجد الحرام، وبعد ذلك توجهنا إلى جدة واتفقنا مع مجموعة من الأقارب على أن يكون الاجتماع في استراحة لقضاء أيام العيد، حيث نتقاسم قيمة الإيجار فيما بيننا». وقال سلمان الظاهري: «إن اختيار الاستراحات يختلف من أسرة لأسرة إلا أن القاسم المشترك بينهم هو وجود حديقة واسعة يقضون فيها وقتا ممتعا، لافتا إلى أنه استأجر الاستراحة ب 2200 ريال لليلة الواحدة». أما صلاح أنور (حارس إحدى الاستراحات) فقال: « إن كثيرا من المستأجرين يسألون عن توفر المسبح من عدمه، ويفضل الكثيرون منهم وجود مسبحين واحد للرجال وآخر للنساء وذلك لممارسة رياضة السباحة، ووجود المسبحين يضاعف قيمة الإيجار حيث تصل لأكثر من 3000 ريال لليلة الواحدة. وأشار ناصر جعفري إلى أنه يصعب على الأسر الكبيرة قضاء أيام العيد في المنازل، ما يدفع أرباب هذه الأسر إلى الاتفاق مع بعضهم البعض على استئجار استراحة لتكون مقرا للعيد، حيث يجتمعون فيها لقضاء أجمل الأوقات وممارسة الألعاب المختلفة. وأرجع فايز الرعوي سبب ارتفاع إيجارات الاستراحات التي تتوفر فيها مسابح للموسم ولفخامة تأثيثها بأفخر المفروشات وتنسيق حدائقها وتوفير أغلب سبل الترفيه فيها كالقنوات الفضائية. وشهدت إيجارات استراحات تبوك ارتفاعا في أيام العيد تجاوزت نسبته 200 في المائة؛ وذلك نتيجة للإقبال الكبير من سكان المنطقة، وأرجع أصحاب الاستراحات سبب ارتفاع إيجاراتها لزيادة الإقبال عليها في ظل غياب الرقابة الميدانية. وقال محمد نور (أحد المشرفين على إحدى الاستراحات): «إن ارتفاع إيجار الاستراحات يرجع لأنها أصبحت الملاذ الوحيد في الأعياد والمناسبات، خصوصا للعائلات الكبيرة إذ يتمكن أفرادها من التجمع في مكان واحد فيها بعيدا عن التكاليف الباهظة والاستعدادات المسبقة لعمل الترتيبات اللازمة لاستقبال الزيارات الجماعية في المنازل التي قد لا تكون مهيأة لاستقبال أعداد كبيرة من الزوار. وأضاف: إن نسبة الربح العام الماضي بلغت مائة في المائة، وأمتد الحجز والإقبال إلى آخر يوم من أيام الإجازة وليس فقط أيام العيد». من جانبه، قال أحد المستأجرين: «إن أسعار الاستراحات مرتفعة للغاية، حيث وصل سعر الواحدة إلى 2500 ريال، الأمر الذي يتطلب تدخل الجهات المختصة لوضع تسعيرة مناسبة لكل استراحة. من جانبه، قال فايز سلامة (مسؤول عن إدارة إحدى الاستراحات): «إن نسبة الإشغال وصلت إلى مائة في المائة»، مشيرا إلى أن الاستراحات الكبيرة تحظى بالطلب أكثر من الصغيرة والتي تكون غالبا بعيدة عن المدينة. وأضاف سلامة: «إن الزبائن صاروا معروفين لدينا من سنين عديدة، وهم من مختلف المناطق يحجزون الاسترحات بالهاتف مع دفع الإيجار قبل الموعد ب24 ساعة وإلا سيتم إلغاء الحجز وإعطائه لزبون آخر»، مشيرا إلى أن معظم القادمين من المناطق الأخرى يفضلون الاستراحات؛ لأنها أرخص نسبيا إذا ما قورنت بأسعار الفنادق والشقق المفروشة، خاصة إذا كانت فترة المكوث طويلة نوعا ما والسعر يتراوح ما بين 900 إلى 3000 ريال في الليلة الواحدة هذه الأيام، رغم أنه في الأيام العادية لا يتعدى 600 ريال أو 1500 ريال كحد أقصى.