سؤال يطرح نفسه ولا يجد إجابة؟ ما هي الحكاية التي يقدمها المسلسل المصري «زهرة وأزواجها الخمسة». حلقة تلو الأخرى والكل يدور في دائرة مفرغة وسط تخبط ليس على مستوى الحكاية وحسب بل على كافة المستويات الفنية والتقنية إن على صعيد الأداء التمثيلي للفنانين المشاركين بالعمل أو على صعيد الإخراج الذي لا يرقى حتى للمستوى المقبول. أداء الممثلين في مسلسل «زهرة وأزواجها الخمسة» في حال تم استثناء الممثل حسن يوسف يبدو أداء مراهقاً مبتدئا رغم وجود بعض الأسماء الكبيرة وهو ما يفسر إما باللامبالاة التي تصرف بها البعض أو بضعف السيناريو الذي يدفع الممثل من دون أن يدري للتعثر بأدائه. «المسلسل» وبوصف سريع تحول ليس إلى دراما تقليدية أو حديثة تقدم شيئا أو رسالة ما قد ترضي الجمهور أو لا ترضيه فليس كل الأعمال الدرامية ناجحة ولكن الناجح والفاشل منها يبقى عملا دراميا في النهاية وهو ما ليس موجودا في مسلسل زهرة وأزواجها الخمسة الذي بات «بوديوم» لعرض الأزياء عبر عارضة واحدة لا غير وهي «الحاجة زهرة» أي الممثلة غادة عبد الرازق فيما كل من حولها هو من فريق العمل التابع للعرض المذكور. المشاهدات للمسلسل يتابعن ما ترتدي زهرة من أزياء وزينة، فساتين من أرقى الماركات العالمية وعمليات تجميل لا تحصى إنها النموذج الذي تبحث عنه كل امرأة. فيما يتابع الرجال ما يمكن أن تفعله عمليات التجميل بالمرأة من استعادة بريق سنوات ضائعة أو من تداعيات زمن حول امرأته إلى ما يشبه النساء. بالمقابل يبقى الفنان حسن يوسف الذي ورغم أدائه المحترف والذي كان عبره كمن يحمل الممثلين كافة على ظهره، فإن هذه الإطلالة لم تكن موفقة لا بل لا تليق بسيرته الفنية حتى الجدل الذي دخل فيه حول كونه داعية أو فنانا أثر على الصورة النمطية لحسن يوسف في ذاكرة الجمهور. أزمة «زهرة وأزواجها الخمسة» ليست أزمة مسلسل مصري واحد وحسب بل تبدو نموذجاً لأزمة الدراما المصرية الباحثة عن نص وعن سيناريو يمكن أن ينهض بالعمل المقدم إلى مراتب عليا ومتقدمة وهنا هي المشكلة؛ فالدراما المصرية ومنذ فترة تبحث عن نص وعن كتبة سيناريو محترفين دون جدوى فكافة المسلسلات المصرية أخيرا تفتقد للحكاية التي يمكن أن يبنى عليها، إن الدراما المصرية تعيش حاليا فترة غياب القضية أي بالتالي غياب الموضوع، ولعل في ذلك ما يستوجب تحركاً رسمياً في مصر للعمل على إطلاق ورش عمل وتأهيل لكتاب سيناريو بخاصة أن الدراما في مصر ليست هواية ولا رفاهية بل اقتصاد دولة وصورة شعب. «زهرة وأزواجها الخمسة» يبقى السؤال المحرج من زوج من؟ في المسلسل، حقاً الإجابة تبعث على الخجل وبخاصة في شهر رمضان وبالتالي فلا ضرورة لها.