يشكل الحادي عشر من سبتمبر ( أيلول) نقطة سوداء في التاريخ الأمريكي الحديث، لما كان لهذا الحادث من جرح عميق في الذهن الأمريكي على المستوى السياسي والاجتماعي، وبعد مرور تسع سنوات على هذه الأحداث ثمة سؤال يطرح نفسه في الأوساط السياسية الأمريكية، وهو مدى جدية تهديد تنظيم القاعدة على الأمن الأمريكي؟. وفي هذا الإطار، أصدرت لجنة تضم كبار الخبراء القوميين الأمريكيين تقريرا ذكرت فيه أنه بعد مرور تسع سنوات على اعتداءات 11سبتمبر 2001، ما زال الأمريكيون يواجهون تهديدا جديا من تنظيم القاعدة. وأفادت شبكة سي إن إن الأمريكية أن اللجنة تحذر في تقريرها المؤلف من 42 صفحة من توسع الدور الذي يؤديه مواطنون وسكان أمريكيون داخل منظمات تابعة للقاعدة أو حليفة لها. ويصف التقرير مجموعة واسعة من «المتطرفين ومقرهم أمريكا» الذين لا يتأقلمون مع «أية سمة إثنية أو اقتصادية أو اجتماعية أو تعليمية». ويشدد التقرير على أن الولاياتالمتحدة تواجه الآن «تهديدا ديناميكيا يحمل في طياته مجموعة مختلفة من الاعتداءات، بدءا بإطلاق النار مرورا بتفجير السيارات والهجمات الانتحارية وصولا إلى محاولات تفجير طائرات ركاب». وأشار التقرير إلى أن الأشخاص الذين يستعدون ليصبحوا «إرهابيين» أكثر ميلا الآن لمحاولة تنفيذ هجمات أكثر وأقل تعقيدا مقارنة بما حصل في العام 2001. وخلص التقرير إلى أن «القاعدة أو حلفاءها، ما زالت تتمتع بالقدرة على قتل العشرات أو حتى مئات الأمريكيين في هجوم واحد»، مضيفا أن زعماء «القاعدة» ما زالوا «يأملون بإيقاع ضحايا كثر في اعتداءات داخل الولاياتالمتحدة». وتابع: إنه بالرغم من أن التهديد أقل شدة «من الأبعاد الكارثية لاعتداء شبيه باعتداءات 11 سبتمبر، إلا أنه أكثر تعقيدا وتنوعا من أي وقت مضى في السنوات التسع الماضية». وذكر التقرير الذي نصه المحللان بيتر بيرغن وبروس هوفمان، أن التأثير العقائدي «للقاعدة» تضاعف بين المنظمات الإرهابية الأخرى في جنوب آسيا وفي دول مثل الصومال واليمن. وشدد على أن «إفراط الأمريكيين في ردة فعلهم على الاعتداءات الإرهابية غير الناجحة، صب في مصلحة الإرهابيين». لكنه أوضح أن تحركات «القاعدة» وحلفائها أعيقت؛ بسبب الغارات الجوية الأمريكية بطائرات من دون طيار في باكستان والمواقف السلبية تجاه التطرف في كل من باكستان والعالم.