ذكّر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأمريكيين أمس بالاتحاد الذي أعقب هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001 ، وطالبهم بالتركيز بالقواسم المشتركة بينهم بدلا من التركيز على الخلافات. وقال أوباما ، في خطابه الأسبوعي الإذاعي:" إذا كان هناك درس يمكن استخلاصه في هذه الذكرى السنوية ، فسيكون أننا أمة واحدة وشعب واحد لا يربطنا الحزن فحسب ، لكن أيضا مجموعة من المثل المشتركة" . وتأتي تلك التصريحات في ظل انقسام الولاياتالمتحدة بشأن خطط لإمام مسلم في نيويورك لبناء مسجد يبعد مسافة بنايتين من موقع الهجمات ، وتهديدات قس في فلوريدا بحرق نسخ من القرآن لإحياء الذكرى. إلى ذلك، كشفت شبكة "فوكس نيوز" ان وكالة استخبارات الدفاع الأميركية حاولت منع صدور كتاب يوضح ملابسات مهمة في أفغانستان حول مشروع لجمع المعلومات قبل هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 يدعى "الخطر الماثل" ، ويكشف اخفاقها في الحؤول دون وقوع الهجمات. وأضافت الشبكة أنها حصلت على رسالة من وكالة استخبارات الدفاع تفيد بان الأمن القومي سينتهك إذا ما تم نشر كتاب "عملية القلب الأسود " بصيغته الحالية. كما حاولت الوكالة عرقلة أجزاء رئيسية من الكتاب الذي يزعم ان "الخطر الماثل" حدد محمد عطا زعيم خاطفي الطائرات التي استخدمت في هجمات 11 سبتمر2001 كخطر على الولاياتالمتحدة قبل هجمات 11 سبتمبر . وذكرت انه في خطوة غير عادية تفاوض وزارة الدفاع حاليا ناشر الكتاب "سانت مارتين برس" على شراء 10 آلاف نسخة من الطبعة الأولى لإبقاء الكتاب بعيدا عن رفوف المكتبات – حتى بعد ان سمح الجيش الأميركي بنشره. وطالبت وكالة استخبارات الدفاع بإلغاء مراجع عن اجتماع عقد في أفغانستان بين العقيد توني شافر، مؤلف الكتاب، والمدير التنفيذي للجنة 11 سبتمبر فيليب زيليكو . وعلى الجانب الاخر، بات الاميركيون المنخرطون في انشطة ارهابية يشكلون تهديدا خطيرا في الولاياتالمتحدة منذ هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 وفق تقرير نشره مركز يعمل على تقريب سياسات الحزبين الديموقراطي والجمهوري. ويقول التقرير الصادر عن المركز التابع لمجموعة التأهب لحماية الامن الوطني (ناشونال سكيوريتي برباردنس غروب) ان اجهزة الامن الداخلي الاميركية غير مستعدة للتعاطي مع التهديدات الطارئة. ويفيد التقرير انه تم العام الماضي توجيه التهمة او ادانة على الاقل 43 مواطنا اميركيا او مقيما في الولاياتالمتحدة على صلة بمجموعة مقاتلة أو تتبنى فكرا متطرفا بارتكاب جرائم ارهابية داخل الولاياتالمتحدة وخارجها. ويؤكد بروس هوفمان الذي اعد التقرير مع بيتر برغن الخبير في شؤون تنظيم القاعدة "قبل بضع سنوات، لم يكن هناك اي متهم". ويقول التقرير ان الاميركيين المتورطين في الارهاب في الولاياتالمتحدة لا يشبهون خاطفي الطائرات الذين جاءوا من الشرق الاوسط وهاجموا مركز التجارة العالمي في نيويورك ووزارة الدفاع في واشنطن قبل تسع سنوات. فالارهابيون اليوم يأتون من أصول وخلفيات قومية وتعليمية واقتصادية مختلفة. من ناحية اخرى تجمع اكثر من سبعة الاف مصل امس الاول الجمعة في مسجد هارلم بنيويورك للاحتفال بعيد الفطر وتأكيد ان الاسلام هو دين "المحبة والسلام والوحدة" في الوقت الذي تتنامى فيه مشاعر العداء للمسلمين في الولاياتالمتحدة وبعد تهديد مجموعة مسيحية صغيرة باحراق مصاحف. وقال الامام محمد شمسي علي تحت قبة هذا المسجد النحاسية في حي السود في مانهاتن والمطلة على مئذنة من الغرانيت الزهري "اليوم هو يوم عيد للمسلمين، انه يوم سعيد". واضاف "لكننا نتذكر جميعا المأساة التي وقعت قبل تسع سنوات، وعيد الفطر يحل هذه السنة في الوقت نفسه مع ذكرى اعتداءات 11 ايلول/سبتبمر (2001)". واضاف "اليوم هو يوم للتفكير والتضامن اكثر منه يوم للاحتفال"، داعيا الى تغليب صوت "الحكمة والتعاطف والتعقل" في وجه ما وصفه ب"العداء المتنامي للاسلام". ويحتفل بعيد الفطر هذه السنة وسط جدل حول مكانة الاسلام في المجتمع الاميركي. واخر مثال على ذلك هو التهديد الذي اطلقه القس تيري جونز باحراق مصاحف ليضاف الى مشروع مثير للجدل ببناء مسجد قرب "غراوند زيرو" موقع اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر في نيويورك. لكن مقربا من القس اكد الجمعة ان مشروع احراق نسخ من القرآن لن ينفذ. ونددت منظمة العفو الدولية (امنستي انترناشيونال) الجمعة بمناخ "الاضطهاد" حيال المسلمين في الولاياتالمتحدة. وبالقرب من مسجد هارلم الاقدم والاكبر في نيويورك، تجمع عدد كبير من المصلين الجمعة لتأكيد تطلعهم للسلام والاندماج بشكل افضل في المجتمع الاميركي.