أطلق خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود أعظم مبادرة عرفتها المنطقة للاستثمار في الإنسان السعودي بإطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي الذي يقوم بابتعاث طلاب وطالبات المملكة إلى أفضل الجامعات العالمية لدراسة مرحلتي الماجستير والدكتوراه والزمالة الطبية ومرحلة البكالوريوس تشرف عليه وتنفذه وزارة التعليم العالي ويعد أكبر برنامج ابتعاث في تاريخ المملكة والأول من نوعه في هذا المجال في المنطقة، ليكون رافدا أساسيا لدعم الجامعات السعودية، والقطاعين الحكومي والأهلي. القارئ والمتابع للخطوات الجبارة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله في بناء الإنسان السعودي يستطيع أن يؤكد أن الملك عبدالله يؤمن أن المجتمعات الحديثة أصبحت تقاس بالبناء المعرفي للمجتمع وتعد العملية التعليمية ومخرجاتها أحد أهم ركائزها الأساسية، وبالتالي أصبح من الضروري أن تكرس الدولة الجهود والطاقات اللازمة لتحقيق طفرة نوعية فى التعليم للارتقاء به في ظل مجتمع معرفي قادر على توظيف العلوم والمعارف والتكنولوجيا الحديثة لخدمة التنمية الشاملة وقضاياها والذي يعد المواطن وتأهيله علميا وتقنيا ومعرفيا الركيزة الأساسية في بناء الوطن بكوادر وطنية مؤهلة على أعلى مستوى ستقود بإذن الله هذا الوطن الغالي نحو دول العالم الأول. صدر الأمر السامي الكريم بتوقيع الملك الجليل عبدالله بن عبدالعزيز في عام 2005 ميلادي بإطلاق برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي وخصص للبرنامج منذ بدء تنفيذه ميزانيه ضخمه تقدر بمبلغ 15.7 مليار ريال، وتميز هذا البرنامج ليس فقط في أهدافه بل بتنوع مدارس مخرجاته العلمية والتقنية والمعرفية، حيث حرصت اللجنة العليا المشرفة على البرنامج على تنويع الدول التي يبتعث إليها ليتم تحقيق الاستفادة القصوى من مخرجات مدارس علمية وتقنية مختلفة بحيث شمل ابتعاث الطلبة دولا مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المتحدة إضافة إلى 26 دولة أخرى قابلة للازدياد منها: سنغافورة، اليابان، نيوزيلندا، فرنسا، ألمانيا، النمسا، إيطاليا، هولندا، الصين، ماليزيا، كندا، أستراليا، الهند، فاتسعت بذلك دائرة الاستفادة وأصبح التنوع في مصادر التعليم يمثل حجر الزاوية في سياسة التعليم والابتعاث للخارج ويعبر عن فلسفتها ومنهجيتها القائمة على إعطاء الفرصة للطلاب المبتعثين للدراسة الجامعية والعليا في جامعات عالمية مرموقة ذات سمعة عالمية ولم يغب عن أهداف البرنامج الجانب الإنساني بحيث شمل ابتعاث طلاب وطالبات من ذوي الاحتياجات الخاصة إلى جانب ابتعاث عدد آخر للدراسة في مجالات مختلفة تخدم ذوي الاحتياجات الخاصة، حسب ما أوضحته وأعلنته وزارة التعليم العالي عبر وسائل الإعلام المختلفة. برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي يعد في مجمله إنجازا عظيما في تاريخ الأمة السعودية يحسب لوزير لا يؤمن إلا التحدث بلغة الأرقام والإحصاءات الدقيقة والموثقة استطاع أن يترجم طموحات ملك عظيم في بناء شعبه من خلال التعليم العالي من خلال تحقيق إنجازات غير مسبوقة ابتداء من رفع عدد الجامعات من 7 جامعات عام 1419 هجرية إلى أكثر من 29 جامعة من بينها جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والتي تعد جامعة سعودية بمواصفات عالمية ومرورا بإنشاء حدائق للعلوم وحاضنات للتقنية وهذه بعض الدلائل التي تشير بوضوح إلى النقلة النوعية والنهضة التنموية التي يعيشها قطاع التعليم العالي في بلادنا ولكن فوجئت مؤخرا بأن المعيدين ببعض الأقسام العلمية والنظرية عندما يهبون للحصول على القبول من بعض الجامعات العالمية التي يشار لها بالبنان في مجالات تخصصاتهم الدقيقة تقف اختياراتهم لهذه الجامعات العريقة أمام عقبة عدم إمكانية الابتعاث لهذا البلد بسبب تكدس أعداد المبتعثين السعوديين لهذه الدولة أو تلك ولا أعتقد أن معالي الوزير د. خالد العنقري يختلف معي أو مع غيري أن الأولوية للابتعاث لهذه الدولة أو تلك يجب أن تعطى لمعيدي الجامعات أو الكليات أو أن يستثنى المعيد أو المعيدة بشكل تلقائي من هذه الضوابط التي قد تعيق المعيدين من الحصول على تخصصاتهم الدقيقة من جامعات عالمية وبالتالي قد تؤثر البدائل من خلال اختيار الجامعات الأخرى البديلة لتخصصاتهم على مخرجات الجامعات باعتبار أن المعيدين هم عصب التعليم العالي في المستقبل القريب. * رئيس قسم الإعلام جامعة أم القرى