يبتهج الوطن وابنائة بمناسبة صدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – بتمديد برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي خمس سنوات قادمة حيث كان لهذا البرنامج اثر لمسة جميع أبناء الوطن على مدى الخمس سنوات الماضية . وقد شهد برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي للخمس سنوات الماضية توسعا كميا ونوعيا في شؤون الابتعاث لم يشهده تاريخ المملكة على مدى العقود الماضية، من حيث أعداد المبتعثين وتنويع دول ومؤسسات التعليم المبتعث لها، وتنوع التخصصات التي تتوافق واحتياجات سوق العمل وخطط التنمية الوطنية. ولقد صاحب هذا التوسع الكمي في أعداد المبتعثين والمبنعثات وتعدد التخصصات المبتعث لها ودول الابتعاث صاحب ذلك تنظيم في خدمة المبتعثين حيث انشئت في وزارة التعليم العالي وكالة تختص بشؤون البعثات تم دعمها بخبرات أكاديمية وإدارية عالية، كما تم زيادة أعداد الملحقيات الثقافية السعودية في الخارج حيث ارتفع عددها من 24 ملحقية عام 1426ه إلى 32 ملحقية حاليا، وتم دعمها بالكفاءات المؤهلة لدعم ومساندة أبنائنا الطلاب والطالبات المبتعثين. وقد أتاح هذا البرنامج لأكثر من (70) ألف مبتعث ومبتعثة فرصة الدراسة واكتساب المعارف والمهارات وتحقيق الامتداد الثقافي بين المملكة العربية السعودية والحضارات الأخرى من خلال أكثر من (25) دولة في العالم تتقدمها الولاياتالمتحدةالأمريكية وبريطانيا واستراليا وكندا حيث أثمر هذا البرنامج العديد من المميزات التي ظهر بها الطالب المبتعث ومن أبرزها : 1- التحاق المبتعثين في تخصصات تتفق وحاجات سوق العمل وتتواءم مع خطط التنمية ونظراً لإنشاء المدن الاقتصادية والتوسع في الأنشطة المالية والاقتصادية, فقد أدرج مجال الاقتصاد والعلوم الإدارية والمالية, ونظراً إلى الفجوة التي أظهرتها إحصائيات وزارة العمل في المهن الهندسية والطبية والاتصال والحاسب الآلي والتي يمارسها غير السعوديين فقد عمد برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي على سد هذه الفجوة في الكوادر الوطنية، كما أن الجامعات وخاصة الناشئة تستعد للإفادة من مخرجات هذا البرنامج لسد حاجتها من أعضاء هيئة التدريس. 2- أبرز برنامج الابتعاث الخارجي الدور الريادي والمشرق للمملكة في دول العالم وذلك من خلال نوادي الطلاب السعوديين في الجامعات العالمية وما يقوم به الطلبة المبتعثون والمبتعثات من جهود في أبراز وجه المملكة الحضاري سواء في اليوم الوطني أو المناسبات الأخرى كالمعارض والمؤتمرات، ومن ذلك المؤتمرات الطلابية التي عقدت في الولاياتالمتحدةالأمريكية و بريطانيا وكندا واستراليا وغيرها من دول العالم وشارك فيها الطلاب المبتعثين . 3- أفرز برنامج الابتعاث الخارجي تعاون ملموس بين الوزارة والعديد من السفارات الأجنبية في المملكة, حيث عقدت العديد من اللقاءات مع بعض السفراء والقنصليات مثل الولاياتالمتحدة , بريطانيا, استراليا, وكندا وغيرها كان الغرض من تلك اللقاءات مناقشة أوضاع الطلبة المبتعثين وتوثيق أواصر العلاقات الثقافية مع مختلف البلدان. 4- أتاح برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لأبنائنا الطلاب اكتساب العديد من المهارات والسمات الشخصية, مثل استشعار المسؤولية والثقة بالنفس, والتفاعل مع الثقافات المختلفة واكتساب لغات متعددة وهذه السمات والمهارات تعزز من خلال برنامج الابتعاث الخارجي. 5-أبرز برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي جدية ونشاط الطالب السعودي حيث بينت نتائج الإخفاق الطلابي نسب متدنية لم تتعد 3% من مجموع الطلاب المبتعثين. 6-أتاح البرنامج الفرصة للمرأة السعودية لتتعلم لكي ترقى بمجتمعها وأسرتها وتكون عنصرا فاعلا في بناء المجتمع. 7- عمد برنامج الابتعاث الخارجي إلى تحقيق التوازن بين مناطق المملكة حيث حرصت الوزارة على ابتعاث أبنائنا الطلاب وبناتنا الطالبات من جميع مناطق المملكة وخاصة المناطق النائية بهدف تحقيق التنمية الشاملة. 8- حققت المملكة العربية السعودية من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي مركزا متقدما بين دول العالم في الحراك الطلابي العالمي إذ أظهر تقرير اليونسكو عن الحراك الطلابي والمنشور في عام 2009 عدد الطلاب المبتعثين حول العالم حيث تقدمت الدول الصين ب(421000) يليها الهند ب (153300) ثم كوريا الجنوبية ب(105300) ثم المملكة العربية السعودية حيث بلغ عدد الطلاب المبتعثين لهذا العام أكثر من (70) ألف متقدمة بذلك على اليابانوالولاياتالمتحدةالأمريكية، كما أنها تحتل الأولى بين دول العالم بالنسبة مقارنة بعدد السكان إذ يبلغ نسبة المبتعثين إلى عدد السكان في المملكة (0.03%). 9-حصول مجموعة من الطلاب والطالبات المبتعثين والمبتعثات على عدد من الجوائز العلمية وبراءت الاختراع وشهادات التفوق العلمي وتمثل البعض منهم في المجالس الطلابية بالجامعات بالإضافة إلى المشاركات في الأنشطة المحلية . ولا يفوتني في هذه المناسبة أن أتقدم بعظيم الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز صاحب فكرة الابتعاث ومهندسه، وراعي مواكب المبتعثين على هذه المكرمة الكريمة لابناء الوطن والشكر موصول لسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز –حفظهم الله- على الدعم المتواصل الذي يلقاه المبتعثين من عناية ورعاية. كما أشكر لمعالي وزير التعليم العالي معالي الدكتور خالد العنقري وقفاته المستمرة مع وكالة الوزارة لشئون البعثات ودعمه لكافة برامج الابتعاث، وتعاطفه الدائم مع ابنائه المبتعثين، وكذلك الشكر موصول لمعالي نائب الوزير الدكتور علي العطية على دعمه المستمر للمبتعثين، وتذليله كافة الصعاب التي تواجه استمرار هذا البرنامج.