يحرص غالبية الناس على قضاء وقت الإفطار وليالي رمضان مع أسرهم وأطفالهم، إلا أن هناك فئة معينة أجبرتهم ظروفهم المعيشية على قضاء هذه الأوقات والليالي خارج منازلهم يتناولون وجبات الإفطار والسحور على الأرصفة، بعيدا عن أبنائهم وأسرهم. «عكاظ» اتجهت إلى مواقف نقل الركاب في مكةالمكرمة في حي المعابدة والتقت مجموعة من سائقي سيارات الأجرة ممن يقضون هذه الأوقات بعيدا عن منازلهم وأسرهم، وهنا قال مصلح أحمد الحربي (60 عاما) وله من الأبناء والبنات 13، أنه يزاول مهنة قيادة سيارة أجرة منذ 20 عاما يتنقل بين مدن المملكة المختلفة بحثا عن لقمة العيش له ولأولاده، وأضاف: «لم أصم شهر رمضان مع أولادي منذ عشرين عاما، وأحمل فراشي في سيارتي وأنام في أقرب مكان وآكل على أقرب رصيف أو تحت شجرة أوفي أي حديقة، وغالبا ما أتذكر أبنائي وقت الإفطار». وزاد «يقلقني المخالفات المرورية، ولدى «قسائم» مرورية مجموعها 7500 ريال، لا أستطيع سدادها» وقال: «الزبائن من فئة الشباب هم من يدفعنا إلى ارتكاب المخالفات، فهم يطالبوننا دائما بالإسراع وتجاوز السرعة أثناء التنقل بين المدن، وعندما ترفض طلبهم يغادرون السيارة إلى أخرى جاهزة». ويصف مصلح العتيبي (سائق أجرة يتنقل بين مدن المملكة) لحظة الإفطار بعيدا عن الأسرة بالصعبة، وقال: في الوقت الذي يتناول فيه الكثير من الناس وجبة الإفطار في منازلهم مع أطفالهم، تجدنا نحن قائدي سيارات الأجرة نجلس على الأرصفة، نتناول أطعمة لا نعرف مصدرها ومن مطاعم لا تهتم بالنظافة إطلاقا، ولكن هذا كله يهون في سبيل تأمين لقمة العيش لأطفالنا، وأضاف: «أطفالنا يسألوننا باستمرار عن سبب غيابنا المستمر عن مائدة الإفطار، ولا نستطيع القول سوى لقمة العيش هي التي جعلتنا ننام على الأرصفة ونفطر في الشوارع وفي مواقف السيارات، فهذا موسمنا السنوي لابد أن نكافح ونعمل، فهي دخلنا الوحيد.