قبل أيام عدة من الإعلان عن نبأ افتتاح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز اليوم مشروع سقيا ماء زمزم، يستحضر الراصدون حقبا تاريخية مرت على سقيا زمزم بوصفها نقلة مهمة في هذه الخدمة التي اختارها الله لهذه المدينة المقدسة. ويروي عبد الله صالح اليماني -وهو من أقدم المشتغلين بسقيا مياه زمزم داخل الحرم وشاهد على أكثر من 40 عاما- أن العاملين في هذا المجال وهم من يطلق عليهم لقب (زمزمي) كانوا يملكون خلوة داخل المسجد الحرام يضعون فيها احتياجاتهم مثل الدوارق، الشراب، الحنابل، المفارش أو (الطيس) المنقوش عليها آيات قرآنية والمصنوعة من النحاس. ويتناول اليماني في حديثه كيفية حصول العاملين في هذه المهنة على زمزم، قائلا «كان الماء ينقل بواسطة السقاة المتخصصين من البئر إلى خلاوي الزمازمة المنتشرة في أروقة الحرم بعد صلاة الفجر بواسطة قرب مصنوعة من الجلد»، مضيفا «كل زمزمي يحصل على حاجته من الماء بحسب أعداد حجاجه، حيث يضع الدوارق والشراب المتميزة بعلامة خاصة تميزه عن الزمزمي الآخر، ويسبق ذلك عملية تبخير لها». ويوضح أن الملك عبد العزيز -رحمه الله- أسس لمشروع توزيع مياه زمزم مجانا داخل الحرم الشريف خلف بئر زمزم ثم تم نقله بعد التوسعة.