جميعنا يدرك عنف العوائق والحواجز التي رافقت أحداث 11 سبتمبر، فقد ظهرت مفاهيم سياسية صاحبتها اتجاهات للتغيير حول العالم، خاصة نحن العرب وما نواجهه من اتهامات تدور حول بعضنا، وكما أننا نحاول بشتى الطرق الحفاظ على علاقتنا مع الآخر ومكانتنا في تعاملاتنا مع أنفسنا ومع الغير. ما أريد التطرق إليه خبر في صحيفة (الحياة) يقول إن المواطن السعودي سعيد الدوحي يشكو تجاهل سفارة بلاده في باريس (إهانات)، فقد تعرض لتفتيش مهين أثناء وجوده في محطة نورد «باريس»، حيث استوقفته موظفة بريطانية وهي من يختم على جواز سفره ومنعته من الدخول إلى بريطانيا، وأخضع لتفتيش كامل باستخدام الكلاب البوليسية أمام المسافرين، كما أخذت منه بطاقته البنكية، وبعد مرور سبع ساعات أعيدت له أوراقه التي فتشوها بأسلوب غير لائق، ومنع من الدخول إلى لندن، علما أنه لم يوجد عليه أية مخالفات. وبعد توجهه إلى السفارة السعودية لم يجد فيها أحدا سوى شخص واحد أخبره بأن القنصلية السعودية هي المعنية بهذه القضية، واستقبله القنصل وطلب منه إيضاح كل ما حدث بشكل خطاب مفصل إلى السفير البريطاني لدى فرنسا، هذا وانتهت مهمة القنصلية بعد قيامها بطلب الخطاب الموجه من القنصل السعودي والعمل على تسهيل إجراءات سفره إلى المملكة عن طريق باريس، بعد الاتصال بمدير مكتب الخطوط وإيجاد حجز خلال يومين ولكن لم يتوافر له ذلك. من المتعارف عليه دوليا احترام الحريات، ودائما الإنسان يجسد الصورة المشرفة لوطنه، ويرفض التنازل عن قضيته تحت أي مبرر. فالمواطن رجع من حيث أهين بعد أن تحدث مع أحد الموظفين الفرنسيين، وقام بتسهيل مهمته للسفر إلى لندن، ففي مثل هذه الظروف يجب الانتباه دائما، خاصة عندما نحكم على الغير، فمن المؤكد أن ما تعرض له المواطن شيء محزن جدا ويحز في نفس كل مواطن سعودي. فمن الواجب في لحظتها التقدم إلى الجهات التي رفضت دخوله وفتح باب النقاش معهم بكل حكمة ودرايه، وبعد معرفته لسبب رفض دخوله مستغلا تواجده في محطة وتمسكه بموقفه من الناحية القانونية، ويرد الاتهامات التي وجهت له بدون وجه حق، وأن يكون بين خيارين لا ثالث لهما، إما أن يعود إلى بلده التي أتى منها أو إقناعهم ورد اعتباره من نفس الموظفة التي عرضته للإهانة، وأخذ ورقه تثبت منعه من الدخول إلى لندن، خاصة أنه لم يوجد عليه أية قضية، ولكن للأسف الشديد البعض منا لا يعرف ما له وما عليه، وهذه قضية لا بد أن نتنبه لها جميعا. خاصة من تصريح من الميثاق السليم بين الحدود للمصالح الأمنية لكل بلد. لا بد من اليقظة في التعامل مع أنفسنا ومع الغير، مثل هذا المواطن يتحدث مع حدود صارمة من يدخل حدودها، فالمفروض علينا التعامل بحذر وصدق وجدية.. افرض احترامك عليهم. أما من ناحية القنصلية والسفارة فهم لم يوضعوا إلا لخدمة أبناء الشعب السعودي، فالواجب عليهم أن يؤدوا أعمالهم بإخلاص وأمانة، فهم لن يرضوا بإهانة أي فرد من أبناء جلدتهم. سعيد ليس الوحيد الذي تعرض لهذا الموقف أثناء تواجده في الخارج، للأسف الشديد مثله الكثير. القضية لا تنحصر عند هذا الحد، بل لا بد من سرعة إيجاد الحلول؛ حتى لا يتعرض أي مواطن مسافر للإهانة. لا بد أن تتخذ سفاراتنا في الخارج موقفا قويا، وأن تقف إلى جانب مواطنيها، خصوصا أن الكثير من السعوديين المسافرين إلى الخارج يجهلون بعض اللوائح والأنظمة التي تخص تلك البلاد. قمت بالاتصال شخصيا بالقنصل السعودي خالد الخريجي في فرنسا، وأوضح أن دور القسم القنصلي بعد وقوع الحادث هو اللجوء للطرق الدبلوماسية في الاحتجاج على ما قامت به السلطات البريطانيه، ممثلة في موظفة الجوازات وليس تسفير المواطن إلى بريطانيا؛ حرصا عليه من أن يكون تحت المراقبة وأي خطأ وهو معرض لأن يقوم به حسب معرفتنا به بأن يتم إيقافه أو احتجازه، والأولى هو عودته إلى بلاده عن طريق فرنسا بأي شكل دون الحاجة إلى العودة إلى بريطانيا بأي ثمن، كما أن قضية المواطن ليست مع السفارة في باريس، وإنما قضيته الحقيقية مع الجانب البريطاني في سوء تعامله وبالتفتيش المهين الذي ذكره، كما أنه كان أولى بصحيفة الحياة وهي صحيفة سعودية أن تقوم بنشر ما حدث للمواطن من إهانه من الجانب البريطاني للضغط على الحكومة البريطانية بالتعامل الراقي مع مواطنينا من جهة، ولتنبيه مواطنينا من أنهم قد يكونون عرضة لأية تحقيقات واستفسارات وتفتيش مهين، خاصة في فترة الإجازة الصيفية. للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 268 مسافة ثم الرسالة