يقولون عادة الإنسان عدو ما يجهل، ولكن النقد المتحامل ضد هيئة الاستثمار الذي وجهه الأستاذ الشريان في عموده في صحيفة الحياة من المؤكد أنه ليس عن جهل أبدا، فإن توجيه أربعة عشر مقالا تحمل كل قذائف التهم لا تدل إلا على الغرض والتحامل مع سبق الإصرار والترصد، ورغم أن المعلومات المتوافرة عن نجاح هيئة الاستثمار محليا وعالميا كان يجعلنا نحن القراء والمهتمين بالتنمية نتوقع ردا مسكتا من الهيئة ومن رئيسها، لكن يبدو أنها آثرت عدم الرد لوضوح التحامل والتجريح والفرضانية في تلك الكتابات، وأن أي رد وتوضيح بالأرقام والبراهين لن يجدي مع المتحاملين، قد يكون هذا صحيحا من جهة، ولكنه أيضا من حق القراء إمتاعهم بإظهار الحقائق المبهجة والصادقة، فإن أي عمل إيجابي نحو التنمية يجب إظهاره والتنويه به. لقد سبق للكاتب الاقتصادي د. فواز العلمي أن حاول التوضيح في صحيفة «الوطن»، لكن صوته ضاع في هجمة التحامل ذات الأغراض، ويوم السبت الماضي 28/8/2008م كتب د. حمزة السالم في الجزيرة مقالا ضافيا باعتباره متخصصا يذكر ما حققته هيئة الاستثمار من نجاحات تستحق عليه أكبر الأوسمة، ومما ذكره: أولا: الهيئة جلبت للدولة أموالا تعادل ميزانيتها (الهيئة) لخمسة آلاف سنة، وأن الريال الذي صرفته عاد بألف ريال من الاستثمار الأجنبي، وأن الأجانب ليسوا مغفلين ويعرفون أين يستثمرون، فكيف نتهم الهيئة بالفساد!! ثانيا: الهيئة سهلت على المستثمر الأجنبي دخول البلاد، وهذا محور عملها، وأتى مع السيل العظيم زبد غثاء وهذا لا بد منه، أما المستثمر السعودي فهو خارج مسؤوليتها وقد أهمله المسؤولون عنه، فلماذا نلوم هيئة الاستثمار، وفي مشاريع الهيئة التي جلبتها نسبة السعودة 27 في المائة، بينما لا تزيد عند المستثمر السعودي على 13 في المائة، وانظر الفرق. ثالثا: أن الهيئة بذلت جهودا لإدخال إصلاحات في الأنظمة القضائية والتجارية والضرائبية... إلخ، وجلبت نصف تريليون ريال استثمارات. أرجوكم، اقرأوا المقال ففيه المزيد.