بعد كارثة مساهمات الوهم مثل (سوا) وبعض المساهمات الأخرى سواء في العقار أو البيض أو العسل أو غيرها على مدار السنوات الماضية، والتي مازال بعضها منظورا في المحاكم ولم يبت فيها حتى الآن، بعد هذا كله مما أصبح معلوما للقاصي والداني بماذا يمكن وصف المواطنين الذين يقعون ضحية لنصاب جديد يجمع أموالهم ثم يختفي؟ إنني أشعر أنهم فعلا مغفلون، ولكي تتأكدوا من غفلتهم اقرأوا معي هذا الخبر الذي نشرته صحيفة المدينة يوم السبت الماضي، يقول الخبر: (ألقت الجهات الأمنية في شرطة جدة البارحة الأولى القبض على (أ. باسلاسل) أحد هوامير المساهمات الوهمية في حي غليل بعد تلقيها للعديد من البلاغات لعدد من ضحاياه الذين أوهمهم المتهم بالاستثمار في تجارة العسل ومنحهم أرباحا خيالية في مقابل ذلك وبصفة دورية تتراوح ما بين أسبوع إلى أسبوعين إلا أنه لم يفِ بوعده. ووفق مصادر مطلعة فإن المتهم والذي يقبع حاليا في أحد الأقسام التابعة لشرطة جدة تمهيدا للتحقيق معه فيما يتعلق بالشكاوى المقدمة ضده من بعض المساهمين لديه الذين يطالبونه بإعادة أكثر من ستة ملايين ريال سيتم تحويله إلى سجن بريمان ومن ثم إحالة ملفه إلى هيئة التحقيق والادعاء العام). والآن لاحظوا أن الأرباح الخيالية خلال أسبوع أو أسبوعين كانت هي الطعم الرئيس الذي جذب الآلاف لمساهمات سوا وأمثالها منذ سنوات، وطبعا تحت ستار السرية وخارج دائرة النظام، ونظرا لحداثة الفكرة آنذاك وما أحاطها من أمور كثيرة ربما التمس البعض عذرا لمن وقعوا في حبائلها وضاعت تحويشات أعمارهم تحت نشوة الطموح ووطأة الطمع، ولكن بعد تلك التجربة المريرة التي لم تنتهِ ذيولها حتى الآن ما العذر الذي يمكن التماسه لهؤلاء الذين يقعون في الفخ مرة أخرى سوى غفلتهم؟ الجهات المختصة كما هو واضح من الخبر قامت بدورها وقبضت على النصاب ولكن بعد أن جمع ستة ملايين ربما تبخرت أو دبرها بطريقته، ولا يمكن لأحد أن يلوم الشرطة أو غيرها من الجهات ، فهي لم تعرف عن هذا النصاب إلا بعد أن وقعت الفأس في الرأس برضا هؤلاء المساهمين المغفلين ورغبتهم، وأقول مغفلين لأنهم لم يتذكروا القانون الذي يحميهم إلا بعد أن اختفى النصاب بينما كان يمكنهم الإبلاغ عنه منذ اللحظة الأولى لهمساته الشيطانية، لكنهم استسلموا لها وليس أمامهم الآن سوى البحث عن مبررات لغفلتهم التي يمكن معها التسليم بأن القانون لا يستطيع حماية هذه النوعية من المغفلين.