رحمك الله وأسكنك فسيح جناته يا رمز الوفاء والإنسانية، رحمك الله أبا سهيل ما أعظمك في وزارتك وفي سفارتك، فقد كنت وسوف تبقى رمزا خالدا لمن عشق وطنه وأخلص له في جميع أقواله وأفعاله، صدقت فأحبك جميع الصادقين، عملت فنلت رضا المخلصين، كنت الغني الفقير وكنت الكبير والصغير، أنت من لمس وتعايش مع حياة الجميع فكنت تلمس احتياجاتهم وشعورهم ومشاعرهم، فقد كنت القدوة الحسنة وستبقى. تجلت فيك الأمانة في زمن قسا على الأمناء، فكنت ثابت الموقف بنظرتك الثاقبة واستقرائك للمستقبل فمرت البلاد بظروف قاسية وأحداث لا تنسى، فكنت أول من نوه وحذر وأنت من ثبت في تلك الظروف لتبقى أصيلا في جميع المواقف الصعبة التي مرت بالبلاد والعباد. يا فقيد الوطن الكل يبكيك والجميع يدعو لك بقدر ما أعطيتهم واقتربت منهم وتلمست احتياجاتهم، فأعمالك الإنسانية وما قدمته للمواطن السعودي يراه بأم عينه في سهول الوطن وهضابه في أوديته وجباله، فقد كانت لك بصمة الضمير الحي عندما نلت شرف الثقة من أولياء الأمر بما لمسوه منك فلم تطلب لدنياك بقدر ما طلبت لآخرتك. لست كاتبا محترفا، ولكني اجتهدت في هذه السطور لكي أعبر عن مشاعري كمواطن سعودي افتخر ويفاخر بك في مجتمعه الصغير والكبير لكي يغرس ما غرست بمفهومك للوطنية التي تجلت في شخصيتك العظيمة من خلال رحلتك الطويلة ومعاناتك الأطول والتي كنت تغطيها بابتسامتك المتفائلة، فلم أر وجها لك غاضب ولم اسمع منك إجابة متعثرة أو متلعثمة كون الصدق شعارا لازمك حتى لقاء ربك ففزت في دنياك ونسأل الله لك الفوز في آخرتك. يا فقيد الوطن رحلت وبقيت في قلب الوطن، وما كتب فيك ومن أجلك لهو جزء يسير من سيرتك العطرة، بصماتك نراها ونلمسها في المصنع والمتجر في الماء وفي الكهرباء، فقد كنت أساسيا كأساسيات خدماتك التي أخلصت لله في تقديمها لشعبك فما أعظمك من رجل. يا فقيد الأمة نالت منك بعض الأقلام في حياتك وبعد مماتك لا لشيء ولكن لاستغلال رمز الإشارة له في نظرهم للمزيد من الضوء الذي يبحثون عنه، ويا ليتك تعلم بأن مدرستك التي أسستها في معنى الوطنية هي من رد على تلك الأقلام اليائسة وأظهرت الجانب المتبقي من قبح تلك الشخصيات التي لا هم لها إلا محاربة كل تطور ونجاح ضاربة بالبلد ومصلحته عرض الحائط، ولكن هيهات تعرت تلك الشخصيات وبدأ المواطن السعودي يميز ويفرق ويحكم عقله فنم يا أبا سهيل، نم قرير العين. خادمة تطلب من رب العمل السماح لها بالحداد لمدة ثلاثة أيام، ورئيس المجلس البلدي يقترح تسمية أحد شوارع مدينة جازان باسمك، وشركة سابك (ابنتك) تسمي مسجد الشركة باسمك ومناداة من كل ضمير حي ينادي وفي أكثر من مجال وموضوع يطالبون بأن يبقى غازي القصيبي موجود بيننا في كل مدن المملكة في مدارسنا وجامعاتنا وشوارعنا ومستشفياتنا وفي جميع مشاريعنا، وها هو صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز يطلق اسم الفقيد على أحد شوارع مدينة الرياض وفاء وعرفانا لهذا الرجل. نعم هذا جزء يسير مما قدمته لكل من وجد على تراب هذا البلد الطاهر فلم تلهيك مشاغلك وكثرة أعمالك عن الإنسان البسيط وحقوقه. وما زلنا نأمل في تسمية أحد المشاريع الجبارة باسم فقيد الوطن كون الإشارة له هي إشارة للوطن وللوطنية أيضا. حسين بن حاتم آل هتيلة