رحمك الله يا عمي الحمد لله رب العالمين حمد الشاكرين .. الحمد لله رب العالمين أعطى وأخذ .. الحمد لله رب العالمين الذي جعلنا من المسلمين المستسلمين لأمره.. الحمد لله رب العالمين على ما قدر وكتب .. الحمد لله رب العالمين الذي جعل لكل كتاب أجل .. الحمد لله رب العالمين الذي منَ علينا بالاسترجاع (إنا لله وإنا إليه راجعون) والقبول والرضا والتسليم بالقضاء والقدر . حينما كنت أصارع قواي الذهنية والجسدية الخاوية للإفاقة من حالة مرضية تحت تأثير الألم والتخدير وشرود الذهن , سمعت صوت خفي يهمس في إذني . لقد انكسر نابكم لقد سقط اسمكم لقد مات حظكم لقد توقف الدعاء لكم لقد أغلق باب جنتكم الأبوي لقد مات عمك وقفت كالمجنون وصرخت (رغم الوهن والألم وشرود الذهن) مات .. !! من مات ؟ مات عمي أيها الصوت .. من مات ؟ قال الصوت بخفوت وهو يرتجف رحمة بي وقد سقطت على الأرض من هول الصدمة .. لقد انتقل عمك الشيخ عبدالرحمن بن محمد بن كدم إلى رحمة ربه .. إلى جنات الخلود بإذن الله . نظرت إلى من حولي نظرت نظرة الخائف الوجل ثم صرخت بصوت عال لا يخلو من الإيمان والخوف والرحمة والرجفة والرهبة أو بهم جميعا اختلط الشعور .. لا والله ما مات من آمن بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره .. لا والله ما مات من يخاف الله في أقواله .. لا والله ما مات من يخشى الله في أفعاله .. لا والله ما مات من شهد أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله .. لا والله ما مات من كان يخاف الله ويحب رسوله .. لا والله ما مات من كان يستيقظ وقت الصلاة حتى وهو في غيبوبته لينادي لها .. لا والله ما مات من لو اقسم على الله لأبره .. لا والله ما مات من يحرم علينا اللعن منذ نعومة أظفارنا .. بل هو حي عند ربه يرزق بإذن الله . رحمك الله يا عمي عبدالرحمن فقد عشت مئة وستة أعوام كنت فيها هينا في مشيك على الأرض .. لينا في تعاملك مع ربعك .. تقيا مع ربك .. رحمك الهر يا عمي كنت عظيما في أخلاقك فكنت المبادر بالمسامحة بمن أخطا بحقك حتى صغير القوم كنت تبادره بالمسامحة كما تفعل مع كبارهم. رحمك الله يا عمي لقد كنت كريما حتى في زمن الشح .. رحمك الله يا عمي ما أقوى بصيرتك حينما تعمى البصائر .. رحمك الله يا عمي فقد كنت أكثر من يذكر الله في أي مجلس .. رحمك الله يا عمي ما أرجح عقلك رغم أميتك .. رحمك الله يا عمي ما أكثر مخافتك لله وكثرة الاستغفار .. رحمك الله يا عمي فقد كنت تخاف الله بعلم المؤمن التقي .. رحمك الله يا عمي فقد تجمدت جيناتي الكتابية عن تأبينك ورثائك بما يليق باسمك وتاريخك وقيمتك بين اهلك وقبيلتك وأهل (طريب )عامة وعبيدة أعم .. رحمك الله يا عمي فقد كنت عظيما في كل شيء .. في أقوالك .. في أفعالك .. في أخلاقك .. رحمك الله يا عمي فقد استعصت علي الحروف التي تليق بك وكنت هنا معك مثل حاطب ليل ضجر . اسأل الله العلي العظيم رب العرش الكريم أن يقبلك بمنه وكرمه وان يتجاوز عنك بفضله ومنه وكرمه وان ينزلك منازل الصديقين والشهداء وما ذلك على الله بعزيز . (إنا لله وإنا إليه راجعون). إشارة : لكل الزملاء والأصدقاء والمعارف الذين بادروني بالاتصالات الهاتفية معزين , أقول لهم شكر الله سعيكم ولا أراكم مكروها في عزيز.. والشكر الجزيل لهذا المنبر الطريبي العالمي الجميل على ما قدمه ويقدمه لأهل (طريب). أ . محمد بن علي آل كدم القحطاني