دعا إمام وخطيب المسجد النبوي بالمدينة المنورة فضيلة الشيخ علي الحذيفي المسلمين الى تقوى الله سبحانه وتعالى حق تقواه والمسارعة الى مغفرته ورضاه فقد يسر للمسلمين أسباب الهدى وحذرهم من اسباب الردى وتفضل عليهم فعلمهم ما ينفعهم وشرع لهم القربات وحذرهم من الموبقات ووعد على طاعاته رضوانه وجنته ، قال الله تعالى(والذين امنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا وعد الله حق ومن اصدق من الله قيلا ) ، كما توعد سبحانه من عصاه بنار حرها شديد وقعرها بعيد وعذابها لا يبيد ، قال جل وعلا ( ومن يعص الله ورسوله فان له نار جهنم خالدين فيها ابدا ) . وخاطب فضيلته المسلمين قائلا انكم في شهر كريم وموسم طاعات عظيم يصب الله فيه الخيرات صبا ويصرف الله فيه الشرور صرفا ، فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا دخل رمضان فتحت ابواب الجنة واغلقت ابواب جهنم وسلسلت الشياطين ، شهر جمع الله فيه الطاعات كلها فهو شهر الصوم والصبر جمع الله فيه مع الصوم الصلوات فرضا ونفلا وكذلك الزكاة لمن زكى ماله والصدقات والاحسان وفيه الحج الاصغر لمن اراد العمرة ، ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم // عمرة في رمضان تعدل حجة معي ، وكان رسول الله صلى عليه وسلم اجود الناس وكان اجود ما يكون في رمضان ، ووفق الله في هذا الشهر لمن شاء للتوبة فسعد سعادة لا يشقى بعدها وجمع الله فيه انواع الذكر وتلاوة القرآن الكريم ، ورمضان شهر القرآن فللقرآن فيه تأثير عظيم على القلوب وزيادة سلطان على الروح وغلبة شوق على النفس والسبب في ذلك ان البدن تهذب وضعفت رغباته المحرمة بالصوم فقويت الروح وانتفعت بغذاء القرآن والذكر ودبت فيها حياة الايمان وخالطها نور القرآن وصحت الروح من العلل والامراض وتطهرت من الشهوات واستقام حال المسلم على الخير والهدى والبر والتقوى . وحث فضيلة امام وخطيب المسجد النبوي المسلمين على دوام قراءة كتاب الله والعمل به فانه يدل على جنات النعيم ويرضي الله سبحانه وتعالى . واضاف فضيلته ان الله يحفظ المسلم بالصيام من الاثام ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم صوم احدكم فلا يرفث ولا يسخط فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم / ، مضيفا فضيلته هل التقوى إلا فعل الطاعات واجتناب المحرمات فمن نال من صيامه تقوى الله فذلك الفائز الذي سبقت له من الله حسنى ومن حرم التقوى ولم ينفعه صيامه فحظه من صومه الجوع والعطش . واوضح الشيخ الحذيفي أن موجبات رحمة الله كثيرة في هذا الشهر الفضيل ، فعن ابي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من صام رمضان ايمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ، داعيا فضيلته المسلمين الى الاقبال على الله سبحانه وتعالى وفهو الجواد العظيم المحب للعفو والاحسان وسلوك حبل النجاة وتجنب طرق الغواة والاستكثار من الحسنات لعل الله يكفر السيئات والاجتهاد في القيام وقرنه بالصيام فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان مالا يجتهد في غيره كما كان الصحابة رضي الله عنهم يطيلون القيام مع احسان الصيام وهكذا كان التابعون . وذكر فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي أنه قد أطلت العشر الاواخر أفضل ليال العام وفيها ليلة القدر عبادتها افضل من عبادة الف شهر فمن وفق لقيامها فقد فاز . واضاف انه مما يجب الاهتمام به وعمله المحافظة على الصلوات جماعة بتمام وخشوع في رمضان وغيره ولا سيما صلاتي العشاء والفجر ، مؤكدا فضيلته ان ذكر الله يجبر ما نقص من الاعمال ، مشددا أن الاعتكاف سنة مؤكدة للتفرغ للعبادة