ما زالت فرق الدفاع المدني في منطقة جازان، تواصل عمليات البحث لليوم الثاني على التوالي، عن أم وطفلتها (41 عاما وثلاثة أعوام) جرفتهم السيول في وادي تعشر جنوب محافظة صامطة، ليل الأربعاء الماضي، نتيجة الأمطار الأخيرة التي هطلت على المنطقة، وتسببت في جريان عدد من الأودية. وشرعت إدارة الدفاع المدني في منطقة جازان بمسح للمناطق المتضررة باستخدام المروحيات، بمشاركة نائب مدير الدفاع المدني في جازان العميد عبدالرحمن المحيا ومدير إدارة الحماية المدنية المقدم المهندس عبدالرحمن البكري، وشمل المسح الأودية الجنوبية حتى وادي بيش، بهدف إعداد تقرير بالأضرار التي خلفتها السيول بعد الأمطار الأخيرة. وأوضح المتحدث الإعلامي في مديرية الدفاع المدني في المنطقة، النقيب يحيى القحطاني، تلقي المديرية بعض البلاغات عن حالات احتجاز وحرائق بسيطة تم التعامل معها في حينه دون حدوث أي أضرار. وقال: إن السيول في وادي شهدان ووادي بيش أضرت بالطريق الواصل إلى قرية الشاخر في محافظة صبيا، وتم انتقال معدات وآليات الدفاع المدني لفتح الطريق المذكور، وأضاف، السيول تدفقت إلى قرية أم الخضر الواقعة جنوب شرق محافظة بيش وقطعت الطريق على أهالي القرية، وأن فرق الإنقاذ ومعدات الدفاع المدني في بيش انتقلت إلى الموقع وتم عمل حواجز ترابية لتحويل مجرى المياه إلى وادي شهدان دون حدوث أي أضرار أو إصابات، مشيرا إلى أن بناء المساكن في بطون الأودية والشعاب قد يتسبب في أضرار جسيمة لأصحابها أثناء جريان السيول. وحذر المواطنين والمقيمين من مخاطر الأمطار والسيول محذرا من المجازفة للدخول في بطون الأودية ومجاري السيول والتنزه واتباع إرشادات الدفاع المدني، ودعا إلى اتخاذ التدابير اللازمة للوقاية من المخاطر التي قد تنتج عن والأمطار الغزيرة والسيول. وكانت سيول وادي الحطب في الدرب عزلت قرية أبو السداد ومنعت الأهالي من دخول الأحياء، فيما أنقذت فرق الدفاع المدني في بيش سيارة نصف نقل يقودها مصري في قرية السلامة، فيما تم العثور على جثة أحد مجهولي الهوية جرفتها السيول، وأكد أقاربه أنه حاول عبور الوادي عند جريانه، إلا أنه لم يفلح وقذفت به المياه جثة هامدة، وفي سياق متصل، شهدت منطقة جازان انهيار ثاني جسر في المنطقة في أقل من أسبوعين، نتيجة هطول الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة، وهو ما يضع أكثر من علامة استفهام أمام آلية التنفيذ وغياب الرقابة في تنفيذ وسير المشاريع، وسط مطالبات بإعادة النظر في تلك المؤسسات التي تتسلم تنفيذ المشاريع . واقتلعت الأمطار الغزيرة أمس الأول القواعد الأساسية لجسر وادي تعشر في صامطة، قبل الانتهاء من تنفيذه، وفي الوقت الذي اكتفت فيه مصادر في وزارة الطرق بالقول: «سنحقق في هذه الأخطاء إن وجدت»، أشار كل من أحمد مجرشي ويحيى أحمد أن الانهيارات التي شهدتها المنطقة في الجسور وهبوط في الأرضيات في بعض الطرقات، يدل على ضعف تنفيذ المشاريع وغياب الرقابة عليها، وبما يشكل كوارث للمواطنين وسالكي هذه الطرقات.