فيما تواصلت جهود الدفاع المدني في البحث عن المرأة والطفلة المفقودتين في وادي تعشر بمحافظة صامطة أول من أمس جراء السيول؛ مازالت المنطقة تشهد هطول أمطار متفرقة وتدفق المزيد من السيول. وأوضح الناطق الإعلامي لإدارة الدفاع المدني بمنطقة جازان النقيب يحيى القحطاني، أن المنطقة شهدت أمس هطول أمطار متفرقة، نجم عنها تدفق السيول في عدد من الأودية كوادي جازان ووادي ضمد. وأشار إلى أن هناك سيولا منقولة تسببت في تدفق السيول إلى وادي تعشر ووادي شهدان ووادي بيش، وتسببت في قطع الطريق على قرية الشاخر بمحافظة صبيا التي ساهمت معدات وآليات الدفاع المدني في فتحه. وأضاف أن سيلا تدفق إلى قرية أم الخضر الواقعة جنوب شرق محافظة بيش قاطعًا الطريق على أهالي القرية. وانتقلت فرق الإنقاذ ومعدات الدفاع المدني ببيش إلى الموقع، وجرى عمل حواجز ترابية ليتحول مجرى المياه إلى وادي شهدان في مجراه الطبيعي دون حدوث أية أضرار أو إصابات ولله الحمد. وأضاف القحطاني أن إقامة المساكن في بطون الأودية والشعاب قد تتسبب في أضرار جسيمة لأصحابها أثناء جريان السيول. وبين القحطاني، أن الطيران قام بجولة تفقدية ومسح لأودية المنطقة بقيادة مدير الدفاع المدني بالمنطقة بالنيابة العميد عبدالرحمن محيا، ومساعده لشؤون العمليات العميد هاشم صيقل، ومدير إدارة الحماية المدنية بالمديرية المقدم مهندس عبدالرحمن البكري. إلى ذلك تسببت الأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظة رجال ألمع خلال الأيام الماضية في انهيار حصنين أثريين من حصون قرية رجال ألمع التراثية، التي تعد رمزًا للآثار في محافظة رجال ألمع على وجه الخصوص ومنطقة عسير بوجه عام. وعزا بعض أهالي القرية سبب الانهيار إلى هطول الأمطار، إضافة لتباطؤ تنفيذ مشروع إعادة تأهيل القرية والذي التزمت به الإدارات الحكومية ومنها بلدية رجال ألمع، والنقل والمواصلات، والزراعة، والتعليم، والهيئة العامة للسياحة، وغيرها إضافة إلى الشركة المستثمرة. وكانت هذه الجهات وقعت على عقود المشروع قبل ستة أشهر، ولم يتم البدء فيه إلى الآن. وطالب الأهالي الجهات المعنية بالإسراع في تنفيذ المشروع، فيما أكد مؤسس متحف ألمع للتراث محمد حسن غريب انهيار قصرين متلاصقين من قصور القرية، الأول يسمى قصر "آل حواط" وهو من أقدم قصور القرية ويتكون من خمسة أدوار وجرى ترميمه في عام 1187ه، كما هو موجود بإحدى الوثائق التاريخية بمبلغ أربعة قروش ريال، وينسب هذا القصر إلى حواط بن جابر بن عثمان، والقصر الثاني هو قصر آل جابر، وانهار جزء منه، وتسبب انهيار القصرين في إحداث بعض الأضرار بقصر الضيافة الحديث، الذي تم إنشاؤه قبل أربع سنوات تقريبًا حيث سقطت الحجارة والطين على القصر مما تسبب في إحداث تلفيات بأجهزة التكييف المركزي، ولم يصب أحد بأذى جراء هذه الانهيارات. واعتبر غريب سقوط هذين القصرين خسارة لإرث تاريخي. وبين أن القصور الأثرية الباقية أمثال: قصر السباع، ومعجب، وقلعة آل عامر، وجامة آل ناجي إن لم يتم تداركها فسوف تنهار. وقال غريب إن الشركة المستثمرة لم تقم بشيء حتى الآن وهي تنتظر الإدارات الحكومية التي التزمت أمام أمير منطقة عسير، رئيس مجلس التنمية السياحية الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، ورئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز بتنفيذ ما يخصها من المشروع. وقال إن هذه خدمات مهمة للمشروع مما سيشجع الشركة المستثمرة على البدء في العمل. إلى ذلك، قال المهندس زيد السحاقي من أهالي القرية: المعالم التاريخية والمباني التراثية يجب المحافظة عليها لأنها ثروة ورافد من روافد الاقتصاد الوطني، وكنا ننتظر البدء في تنفيذ المشروع والذي تم تدشينه في شهر ربيع الأول من العام الحالي، لكن إلى الآن لم يتم أي شيء يذكر، وبسبب هذا التأخير في التنفيذ بدأت الحصون تتهاوى، متسائلاً: بما أنه خصص مبلغ 50 مليون ريال لتنفيذ مشروع إعادة تأهيل القرية، فلماذا لم يتم التنفيذ؟. وطالب الهيئة العامة للسياحة والإدارات الحكومية والشركة المستثمرة بالإسراع في تنفيذ المشروع والتحقيق مع المتسبب في التأخير. من جهته، رفض محافظ رجال ألمع، رئيس اللجنة الفرعية للتنمية السياحية في المحافظة محمد بن سعود المتحمي التصريح والرد على استفسارات "الوطن". وفي ذات السياق، قال رئيس بلدية رجال ألمع حسين علي رجب: نحن خاطبنا الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة عسير بأكثر من ثلاثة خطابات لإرسال المخططات التفصيلية التي تخص البلدية في هذا المشروع، ولم يصلنا إلى الآن أي رد. في المقابل تعرضت عقبة تلاع بمركز وادي زيد بمحافظة النماص (شمال منطقة عسير) لانهيارات صخرية بسبب الأمطار التي شهدها مركز وادي زيد خلال الأيام الماضية، مما يشكل خطرا على عابريها حيث تعتبر من الطرق التي تربط المركز بالمحافظات والمراكز في تهامة، وكذلك المدن الكبرى مثل جدة ومكة وجازان وهي من المشاريع الحيوية التي يعلق عليها أهالي مركز وادي زيد آمالا كبيرة في النهضة التنموية بالمركز. وكان قد جرى تنفيذ عقبة تلاع من قبل وزارة النقل على عدة مراحل بطريقة غير مجدية، استمرت عقودا من الزمن. وأكد عدد من الأهالي أن غياب الرقابة من الجهات المعنية وتأخر تسليم العقبة من قبل المؤسسة المنفذة أسهما في سوء تنفيذها. من جهته، قال رئيس مركز وادي زيد عبدالعزيز بن دعبش إن عقبة تلاع تعتبر من أهم الطرق التنموية في وادي زيد، وإن الأمطار تسببت في تساقط الصخور على الإسفلت مما أدى إلى تحطمه وتشققه وإغلاقه بعض المنحنيات، مبيناً أن إمارة المنطقة وجهت الجهات المعنية بسرعة تكليف المقاول لإصلاح الأضرار الناتجة عن سوء التنفيذ، وتلافي الأخطاء وتصريف المياه بشكل سليم لكامل العقبة.