تشهد بعض الأنشطة التجارية ركودا ملموسا، وتراجعا في نسبة مبيعاتها، وعزوفا من زبائنها خلال رمضان، ما يدفع أصحاب تلك المحال إلى تغيير ديكوراتهم وطرح عروض مغرية في عيد الفطر تعويضا عن خسائرهم في رمضان. وبحسب عاملين في سوق السمك والزهور، انخفضت نسبة مبيعاتهم خلال الشهر الجاري إلى أكثر من 70 في المائة مقارنة بالأشهر الأخرى. «عكاظ» رصدت محال بيع الأسماك والزهور، التي تشهد ركودا في رمضان، للوقوف على نشاطها وانخفاض أرباحها في هذا الشهر مقارنة بالأشهر الأخرى. الأسماك تتراجع أبو محمود (معلم) في أحد محال بيع الأسماك الطازجة في جدة، يؤكد أن سوق الأسماك يشهد تراجعا ملموسا في شهر رمضان مقارنة بالأشهر الأخرى، حيث يقل عدد الزبائن في العشر الأوائل بشكل واضح، والسبب يعود إلى أن الأسر عادة ما تركز على اللحوم الحمراء بأنواعها عندما تجتمع على وجبة الإفطار والموائد الرمضانية العائلية والتي غالبا ما تخلو من الوجبات البحرية، ولكن مع منتصف رمضان تتحسن نسبة المبيعات، لرغبة الناس في تغيير نوعية الطعام بعد الملل الذي أصابهم جراء تناول الأطعمة الرمضانية المعتادة. ويقول عبدالله علي (عامل في محل لبيع الأسماك في جدة) إن الطلب على الأسماك ينخفض خلال شهر رمضان ونستغل هذه الفترة في تجديد ديكورات المحل وتجهيزه بالأدوات والمعدات كالصاجات والثلاجات وغيرها من المستلزمات الأخرى، ونحاول جاهدين أن ننتهي من هذه الأعمال قبل دخول الثلث الأخير من رمضان والتي يزداد فيها الطلب تدريجيا على السمك خصوصا ليلة 27 رمضان، حيث تشهد محال بيع السمك حركة كبيرة، فالكثير يبحث عن وجبة السمك التي تغيب في أكثر أيام رمضان عن المائدة الرمضانية، مشيرا أن الطلب على الوجبات البحرية بجميع أنواعها ينخفض بنسبة 70 في المائة، خلال في رمضان، مرجعا أسباب الانخفاض إلى قلة المعروض من الأسماك في السوق. انخفاض الأسعار وقال سلطان المبيريك، صاحب محل لبيع الأسماك في جدة، إن سوق السمك في رمضان يشهد كسادا ملموسا، وهو ما يؤثر على أسعاره، فحاليا تباع أنواع الأسماك بأسعار تختلف كثيرا عن أسعارها قبل دخول رمضان، مضيفا أن الناجل والذي يعتبر الأكثر طلبا والأغلى بين جميع أنواع الأسماك يتراوح سعره بين 50 و60 ريالا، بينما في الأيام العادية لا يقل عن 70 ريالا. ويضيف: عادة ما يأكل الناس السمك على وجبة السحور، والقليل جدا يتناولونه على الإفطار نظرا لوجود وجبات ثابتة يفضلونها، كما أن الناس يبتعدون عن الأسماك لأسباب منها ارتفاع حرارة الجو، وبالتالي من يأكل السمك ربما سيشعر بالعطش كما يعتقد البعض، إلا أن هناك من يعتبر ذلك مجرد أوهام لاأساس لها من الصحة لها فالأسماك مثل أي وجبة أخرى. سوق الزهور ومن المحال التي تشهد كسادا كبيرا في هذا الشهر، محال بيع الزهور والنباتات الطبيعية، الأمر الذي يدفع العاملين فيها في كل عام وقبل حلول شهر رمضان إلى تأجيل استيرادهم ومشترياتهم وتقليصها إلى ما بعد رمضان تجنبا لتلفها وتكبدهم للخسائر المادية. ركود محمد عبدالسلام (بائع في جدة)، أشار أن محال بيع الزهور والنباتات الطبيعية، تشهد ركودا في شهر رمضان، حيث تنخفض نسبة المبيعات الى أكثر من النصف، وقال: «ما نبيعه في ثلاثة أو أربعة أيام في رمضان، نبيعه في يوم واحد في الفطر» لذلك لا نستورد ورودا كثيرة قبل شهر رمضان ونؤجل ذلك إلى ما قبل عيد الفطر المبارك بأيام قليلة، ويضيف، ان من أهم الأسباب التي تؤدي إلى ركود بيع الزهور والورود، هو أن الكثير من الأسر تحجم عن إقامة الأعراس والمناسبات وشراء الورد في رمضان. انتظار العيد فيما يعتبر مبارك عبدالجليل، الزهور من أكثر المظاهر التي تعبر عن الفرح والسرور ومع ذلك لا يقبل على شرائها الناس إلا في أيام الأعياد، أما في رمضان، فتختلف الأجواء حيث تتسم بالروحانية، وانشغال الجميع بالتقرب إلى الله عز وجل، فيؤجلون مناسبات الأعراس إلى ما بعد رمضان، لكن تعويض الخسائر يتحقق في العيد حيث تصل نسبة المبيعات إلى 400 في المائة.