بدأت أسواق السمك في جدة تستعيد حيويتها ونشاطها بعد فترة إضراب الصائمين عن تناول الأسماك خلال شهر رمضان المبارك، فبعد أن كان وجبة الأسر قبل الصوم، خصوصا الجمعة من كل أسبوع، عاد من جديد ليصبح ملك السفرة الحجازية. وشهدت سوق السمك المركزي (البنقلة) حركة دؤوبة في أواخر رمضان وأول أيام عيد الفطر المبارك، بعد فترة الركود، على الرغم من انخفاض الأسعار وتوافر جميع الأصناف، الأمر الذي أصاب الأسواق بشلل كامل. ارتفاع تدريجي ويؤكد سعد الجدعاني، بائع أسماك، ل”شمس” تزايد نسبة الإقبال على شراء السمك خلال الأيام الأخيرة من رمضان؛ وذلك حرصا من المتسوقين على الحصول عليه طازجا. مشيرا إلى أن الأسعار تبدأ في الارتفاع تدريجيا بحيث يستطيع الباعة تعويض خسائرهم في رمضان. وقال: “هناك عدد من معدومي الضمير يقومون بتجميد الأسماك في رمضان، ويضيفون بعض الصبغات حول الخياشيم من أجل التمويه على الزبون”. مضيفا، أن الأسعار في العيد ترتفع إلى الضعف تقريبا؛ نظرا إلى أن الكثيرين يحرصون على تناوله في العيد بعد فترة الانقطاع في رمضان. وعن سبب الإقبال على السمك في العيد يقول عبده مجرشي: “إن تناوله من العادات التي يحرص عليها الكثيرون في العيد وإعداد وجباته بطرق عدة كعادة تقليدية توارثها الجميع عبر الأجيال، وتقديمها خلال أيام العيد صباحا”. غداء رسمي ويشير أيمن سالم، إلى أن السمك من الأطباق المهمة في العيد، خصوصا حين يقدم مع الصيادية، فمثلما أن السمبوسة والشوربة تقليد رمضاني، فالصيادية غداء رسمي يتسيد السفرة أول أيام العيد. وحول الأنواع الأكثر طلبا في موسم العيد ذكر عبدالله يماني، صياد، أن الهامور والشعور والروبيان هي الأكثر طلبا؛ نظرا إلى جودة طعمها ووفرتها، ويفضلها الكثيرون مقلية في الزيت، أما الحريد فيرغبه الكثير، خصوصا في إعداد الصواني. عرض وطلب أما أبو صالح، بائع في سوق البنقلة، فأكد، أن ارتفاع الأسماك ليس مرتبطا بالأعياد والمناسبات، لكن يعود إلى مسألة العرض والطلب، وقال: “في حال توافرت الأسماك تكون الأسعار منخفضة، وفي حال شحها ترتفع إلى أعلى الأسعار، وخلال فترة العيد يحرص الصيادون على قضاء أول أيام العيد مع أسرهم؛ ما يؤدي إلى شح في العرض”. وأضاف: “يتوقع أن ترتفع الأسعار لتتراوح بين 50 و70 في المئة خلال الأيام المقبلة؛ بسبب قلة الأسماك المعروضة، لكن هذا الأمر لن يستمر طويلا، بل لمجرد أسبوع أو عشرة أيام حتى يعود الصيادون من البحر بأسماكهم، وخلال هذه الفترة يبيع أصحاب المحال الأسماك المخزنة لديهم من أواخر رمضان”. وعن أهم أنواع الأسماك التي تلقى رواجا في العيد يقول أبوصالح: “إن هناك أنواعا كثيرة من الأسماك المرغوبة مثل أبوقرن للشواء، والشعور والسيجان في القلي، أما في الصيادية فالناجل والطرادي والفارس”. ويبين أحمد مفتاح أهمية السمك يوم العيد لارتباطه بعادة سنوية لم تتغير عبر السنين، وأكد: “السمك العربي المملح وجبة رئيسة صباح العيد بعد العودة من المصلى، وتؤكل مع الخمير والمرسة وتصل قيمة الحبة الواحة إلى أكثر من 15 ريالا في موسم العيد”.