لم تعد المقاييس التي كان يقاس بها الرجال وتبرز مكانتهم ومن خلالها تدرك معاني الرجولة فيهم، فذاك زمن الرجال ولكن يوجد رجال على مقياس خاص لزمنهم الخاص بهم وهو هذا الزمن الذي تغيرت فيه كثير من المفاهيم واختلفت فيه المعايير وتداخلت فيه الكثير من الأمور، فلم تعد صفات الرجال هي المطلوبة بقدر ما تكون المحسوبية هي التي تأتي برجال معنيين في أماكن معينة يستحقونها فلربما تتوفر المحسوبية والمادة فيكون رجل هذه الصفات هو الرجل المطلوب وهو الأول الذي يجب أن يكون وهو الذي سيكون من قمم الرجال وأفذاذها. لا غرابة ولا استغراب هذا هو مقياس الرجل في هذا الزمن فهذا هو زمن المحسوبية والمال فبهذين الأمرين تكون وبغيرهما لن تكون، أما المقاييس الأخرى التي هي مقاييس الرجال الحقيقية فقد تراجعت قليلا. واقتنع بما قاله أحد الحكماء عندما سأله رجل فقال الرجل: متى أنكر على زماني قال الحكيم: إذا أنكرت على بعض رجاله وهم الذين لهم الزمن والمكان. محسن جهز أبو عقال