نعم إننا في زمن بدأنا نفاجأ بغرائب وعجائب لم تعد مفاجئة لنا بالذهول والاستغراب فهذا آخر الزمن الذي أشار إليه معلم الأمة وسيد المرسلين بوقوع هذه الغرائب والعجائب وهي من ضمن الفتن التي ذكرها صلى الله عليه وسلم، فعلينا أن نهيئ أنفسنا في ألا تأخذنا الحسرات فيما سيقع وما وقع وأن يكون أهل الشر أكثر من أهل الخير، بل سيكون أهل الخير في تناقص هكذا حال آخر الزمن الذي نحن فيه بالفعل لأننا آخر الأمم ميقاتا وآخرها زمانا. فالفتن توالت وستتوالى أكثر وهو الميقات لها فقد قال صلى الله عليه وسلم «ستكون فتن كقطع الليل المظلم». فقال أحد أصحابه ما لمخرج منها يا رسول الله قال صلى الله عليه وسلم كتاب الله وسنتي فبهذين النورين إن تمسكنا بهما سنكون على مركب النجاة نشق به عباب هذا البحر المتلاطم الذي هاجت أمواجه وهبت عاصفته وأدلج ليله فإن لم نكن على ثبات من ديننا في التمسك بكتاب الله وسنة رسوله فسوف نكون في عمق العاصفة التي بدأت تهب والليل الذي أقبلت دلجته. فاليوم تشابهت علينا الأشياء وتداخلت علينا الكثير من الأمور، فاختلفت بعض الموازين واختلت بعض المقاييس فارتفعت كفة وانخفضت أخرى وأقل ما يكون التعادل بين الكفتين فالتوازن المطلوب لم يعد هو المطلوب. فأصبح المقياس الذي كانت به تعكس أكثر الأشياء أصبح مقياسا لا قيمة له فاليوم لا مقياس للرجل إلا بقدر ما يكون لديه من الأشياء الموثرة ولاوزن للعلم الحقيقي وأهله إلا بقدر ما يكون موقعه الاجتماعي ففي هذا الزمن يحتار أكثر الحكماء فيما يرون ويسمعون وليس لديهم ما يواجهون به التيارات الجارفة سوى الدعاء باللطف اقتداء برسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: اللهم أنقذنا يا منقذ الغرقى ويا منجي الهالكين وياسامع كل شكوى أنا نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن محسن أبو عقال