قبل القدوم لطائف الأنس انجلت .. تحكيك يا رمضان يا نور الحنايا. نعم نور تلألأ كلما لاح الصباح وجنح الإمساء .. لا كنور كل الأيام ،إنه نور التقوى الذي انهمر من سنا قوله تعالى «يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون» فالسببية في «لعلكم تتقون» هي النور الذي تتجلى فيه حكمة الصيام. فالتقوى كما قال طلق بن حبي: «التقوى العمل بطاعة الله على نور من الله رجاء رحمة الله والتقوى ترك معصية الله على نور من الله مخافة عذاب الله» نور تشرئب به قلوبنا تصورات عقدية نقية كحبات اللؤلؤ تضوي على تصرفات جوارحنا فتغمرنا السلامة حتى نتقلب في هدأة القلب السليم. دعوا هذا الضياء الرافل في ظلال النفحات يمتاح تقصيرنا وتفريطنا ويأتي على ذنوبنا وخطايانا فيتركها نقاء لله رب العالمين. ثلاثون لؤلؤة تهمي النفحات النورانية منها كل حين ومع كل نفس منا، فهلا اغتنمنا كل الضياء وتنافسنا على أكبر النصيب من النور.. نعيش في رحابه مدى العمر، فشهر رمضان كنز عظيم عرض أمام العالمين أياما معدودة فيها نعمل ونأتي وندع ونهجر على نور من الله رجاء رحمته ومخافة عذابه. كل عام والنور يملؤنا. [email protected]