دعيت مطلع الأسبوع الماضي لورشة عمل تناقش الخطة الاستراتيجية الثانية لعمادة التعليم عن بعد في جامعة الملك عبدالعزيز، وقدم عميد هذه العمادة الحديثة (والتي بدأت فيها الدراسة الفعلية 1428/1429ه) الدكتور هشام برديسي الخطة الاستراتيجية والتي تعتبر خطة الجامعة وسياستها تجاه التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد في المرحلة القادمة وتحديدا للفترة ما بين عام 1431ه إلى 1435ه. من أهم ما شملته هذه الخطة ابتداؤها بما يعرف بتحليل سوات، وهذا التحليل رغم بساطته إلا أنه مهم جدا لمعرفة إلى أين وصلت عمادة التعليم عن بعد منذ إنشائها وما هو موقفها ووضعها وبيئتها اليوم داخليا وخارجيا وذلك بمعرفة نقاط القوة التي اكتسبتها ونقاط الضعف ومعرفة أيضا الفرص التي أمامها والتهديدات المحيطة بها. في الحقيقة لقد صاغ القائمون على عمادة التعليم عن بعد نقاط ضعفهم ونقاط قوتهم بأمانة شديدة، فكانت المعلومات التي بنوا عليها خطتهم الاستراتيجية معلومات شفافة وصادقة، ولا شك أن ذلك من أهم دلالات وبوادر النجاح المنتظر لهذه العمادة. لاحظت أن الكثير من الحاضرين لهذه الورشة والذين كانوا من عدة جهات مختلفة ومن القطاعين الخاص والعام لديهم ضبابية كبيرة عن مفهوم التعليم عن بعد وكان هناك خلط واضح وكبير بين مفهومي التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، وكانت هناك عدة أسئلة تتكرر، محورها يدور في أفلاك محددة وهي هل التعليم عن بعد سوف يكون بديلا للتعليم التقليدي أو الاعتيادي أو أنه مكمل له؟ وهل هو بديل للانتساب كخدمة تعليمية تقدمها الجامعة لمن يرغب في الانتساب إليها ولكن بأسلوب جديد؟ وهل هذا التعليم يحظى بمصداقية وله اعتماد أكاديمي يوازي التعليم الاعتيادي ويكون متوافقا ومقبولا مع احتياجات ومتطلبات المجتمع وبالتالي سوق العمل؟ وإلى آخره من الأسئلة التي تؤكد أن المجتمع في حاجة للتوعية والتثقيف بماهية التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني وأن على عمادة التعليم عن بعد في هذه المرحلة المهمة في تاريخ التعليم دورا كبيرا ومسؤولية عظيمة وذلك بإنشاء بنية تحتية وبيئة تعليمية إلكترونية متكاملة تعتمد على شبكات فائقة التطور تقدم فيها مجموعة من الأدوات التعليمية المتطورة التي تستطيع أن تقدم قيمة مضافة على التعليم بالطرق التقليدية. الاتجاه العالمي اليوم نحو التعليم عن بعد لم يأت من فراغ فله مسبباته ودواعيه ولكن الأبحاث تؤكد أن استخدام هذا الأسلوب الحديث في التعليم والذي بدأ عام 1996م تقريبا يزيد من نسبة تحصيل الطالب بمقدار 25 60 في المائة، ويزيد أيضا من سرعة التعلم بمقدار 60 في المائه تقريبا، بالإضافة إلى زيادة المتابعة والتعليم والتدريب المستمر بنسبة 50 في المائه تقريبا. الخطة الاستراتيجية الثانية لعمادة التعليم عن بعد في جامعة الملك عبدالعزيز من الممكن أن تكون النواة التي يبنى عليها لجعل هذه الجامعة العريقة الأولى عربيا وشرق أوسطيا في التعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد وهو المستقبل.. وللحديث بقية. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 192 مسافة ثم الرسالة