نعى الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، رحيل الروائي الجزائري المعروف الطاهر وطار، وقال: «الرحل أحد رواد الرواية في بلادنا وأبرز الأقلام التي أضاءت صفحات الأدب الجزائري». وأضاف «كان رحمه الله من الجيل الذي آل على نفسه في تحصيل المعرفة بشق النفس يوم كان الطريق إليها عاصفا بالموانع الاستعمارية مكبلا بالحواجز الاجتماعية من فرط الطاقة والتخلف فآثر التحدي حتى نال حظه من المعرفة خدم الثورة المباركة بقلمه وخط لمسيرة الحرية والاستقلال أروع نصوص الأدب المناضل متفاعلا على الدوام مع قضايا شعبه حاملا همومه الاجتماعية وتطلعاته نحو التجديد والنهضة مما لفت إليه اهتمام الكتاب القراء في أكثر من بلد وترجمت أعماله الأدبية للعديد من اللغات». وشيع جثمان الروائي الطاهر بعد ظهر الخميس الماضي، إلى مثواه الأخير في مقبرة «العالية» في مدينة الجزائر العاصمة، حيث وافته المنية أول أمس بعد صراع طويل مع مرض عضال عن عمر ناهز 74 عاما. ولد الطاهر عام 1936 في بيئة ريفية في الشرق الجزائري، وقد تابع تعليمه في مسقط رأسه، حيث التحق في مدرسة جمعية العلماء التي كان من ضمن تلاميذها النجباء، ونهل من الأدب والفقه وعلوم الشريعة، حيث اطلع على جميع ما كتبه جبران خليل جبران، مخائيل نعيمة، طه حسين، والرافعي، فضلا عن ألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة، تماما مثل إطلاعه على القصص والمسرحيات العربية والعالمية. ومن إبداعات الطاهر، غرار «الحوات والقصر»، «اللاز»، «الحب والموت في الزمن الحراشي»، «عرس بغل»، «الزلزال»، «الشمعة والدهاليز» وغيرها. واختتم المرحوم مسيرته الإبداعية الطويلة بروايته «قصيد في التذلل»، وقد نال الطاهر جائزة الرواية لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية ل 2009، كما منح في 2005 جائزة منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) للثقافة العربية. وقد أنشأ الجمعية الثقافية «الجاحظية» العام 1989، وهي تحمل شعار «لا إكراه في الرأي».