توفي الأديب الجزائري الطاهر وطار اليوم الخميس عن عمر ناهز 74 عاما بعد مرض عضال ألزمه الفراش نحو عامين. ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مصدر مقرب من عائلة وطار الذي يعتبر أب الرواية الجزائرية أنه توفي اليوم بمنزله بالعاصمة الجزائرية. وقد ألف الطاهر وطار عدة كتب ترجمت من العربية إلى نحو 10 لغات منها، الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية والبرتغالية والفيتنامية واليونانية والأوزبيكستانية والأذرية. وأهم كتب وطار "اللاز" و " الزلزال" و" الحوات والقصر" و"رمانة" و"تجربة في العشق" و"عرس بغل" و"العشق والموت في الزمن الحراشي" و"الشمعة والدهاليز" و"الشهداء يعودون هذا الأسبوع" و"الولي الطاهر يعود إلى مقامه الزكي". ولد الطاهر وطار في 15 أغسطس'آب عام 1936 في دائرة صدراتة بولاية سوق اهراس في أقصى شرق الجزائر، تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي بمدرسة مداوروش التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، ثم بمعهد ابن باديس بولاية قسنطينة ثم بجامع الزيتونة بتونس. التحق العام 1956 بثورة التحرير الجزائرية وانضم إلى صفوف جبهة التحرير الوطني، حتى استقلال البلاد العام 1962، حيث أنشأ في السنة نفسها جريدة "الأحرار" وهي أسبوعية سياسية ما لبثت السلطات أن اوقفتها بعد وقت قصير، لينتقل بعدها من قسنطينة إلى العاصمة الجزائرية حيث أصدر أسبوعية أخرى بعنوان "الجماهير"، أوقفتها السلطات أيضا. ويعتبر الطاهر وطار من مؤسسي الأدب العربي الحديث في الجزائر، وهو من أشد المدافعين عن الحرف العربي في الجزائر ومن أشد المعارضين للتيار الفرانكوفوني في بلاده، حيث كان يدعو إلى فضح أعمال ومدى توغل هذا التيار في أجهزة الدولة. وقد أنشأ وطار الجمعية الثقافية "الجاحظية" العام 1989، وهي تحمل شعار "لا إكراه في الرأي". وعرف عن وطار في بدايات أعماله ميوله اليسارية ورفض استعمال عبارة "الإرهاب" في بلاده وفضل استعمال مصطلح العنف والعنف المضاد. واختتم وطار مسيرته الإبداعية الطويلة بروايته "قصيد في التذلل" وكان آخر ما نال من جوائز، جائزة الرواية لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية عام 2009.