دائما ما أذكر أنه مر أكثر من 25 عاما على افتتاح آخر مستشفى عام في مدينة جدة، في الوقت الذي تضاعف فيه عدد سكان هذه المدينة الأصيلة إلى ثلاثة أو أربعة أضعاف وربما أكثر، ولا أعلم أي تخطيط هذا الذي لم يراع هذا التدفق البشري الهائل والمتوقع من كل حدب وصوب على جدة، والذي بدوره أدى إلى انتظار مئات من المرضى (كل يوم طوابير ممتدة) لمجرد أن يحصلوا على موعد للكشف فقط وهذا الموعد المنتظر الذي أصبح حلما في الغالب لن يكون قبل عدة شهور طويلة يفعل فيها المرض ما يفعله بالمريض المغلوب على أمره. وطبعا تظل معاناة المريض (مستمرة) للحصول على مواعيد المتابعة والمراجعة وقد لا يستطيع أن يطلع طبيبه المعالج على نتائج التحاليل والفحوصات والأشعات إلا بعد الحصول على موعد آخر وشهور طويلة أخرى وليس له إلا الصبر والدعاء بالفرج. وبعض المرضى على استعداد لبيع كل ما يملك إن كان يملك، ولو ملابسه في سبيل سرعة علاجه وهذا طبيعي في حالات صحية معينة لسرعة تدهور الحالة وفقدان أمل الشفاء مع الوقت، هذه الحالات أصبحت كثيرة ومنتشرة وتطالعنا بها الصحف تقريبا يوميا، فالبؤس واليأس أصدقاء المرضى الفقراء وكل ذلك لا شك أنه بقدر ثم بغياب التخطيط السليم وطبعا لا نقل التخطيط بشكل عام لأنه ليس كل ما يسمى تخطيطا هو تخطيط سليم فالبطيخ كله من الخارج أخضر لكن من الداخل يعلم الله فقد يكون أحمر أو أصفر أو أبيض. عموما كلها آراء ولا أحد يستطيع أن يملك الحقيقة الكاملة لأن فصولها في ذمة عدة إدارات تعاقبت على الصحة وعلى أجهزة التخطيط المختلفة وعلى المالية ولكن ما يهمنا اليوم سرعة الانتهاء من بيض الديك من الولادة المتعثرة منذ عدة سنوات، فلا أحد يملك الجرأة ليخبرنا متى ستنتهي مستشفيات جدة المنتظرة، وتكتمل وتصبح صالحة لاستقبال الإنسان (فعددها اثنان) بعد ثلاثة عقود من النسيان وليتها كانت أكثر. [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي تبد أ بالرمز 192 مسافة ثم الرسالة