أيام قلائل ويطل شهر رمضان، ليبدأ تنافس من نوع جديد اسما، وقد لا يكون جديدا موضوعا. فما موقف التلفاز السعودي في شهر رمضان ؟ أعلن وكيل وزارة الثقافة والإعلام المساعد لشؤون التلفزيون ( المهندس صالح المغيليث ) التزام التلفاز بمعيار الجودة قائلا: «إن المعيار الذي نتفق عليه في الوزارة هو الجودة. كل الأعمال التي عمدت للعرض خلال شهر رمضان، سنخضعها للمراجعة، لنتأكد من جودتها». ( صحيفة الوطن، 18 جمادى الآخرة 1431ه الصفحة الأخيرة) وهي رؤية إعلامية موضوعية، أتمنى في الوقت نفسه ألا تكون مقتصرة على شهر واحد من شهور السنة، بل إن كل مادة يبثها التلفاز السعودي ينبغي أن تعتمد على الجودة، وإذا خلت منها فإن خطر عرضها كارثة جماهيرية، ترفضها السياسة الإعلامية السعودية، ومن قبل ومن بعد المواطن السعودي، الذي اعتاد أن يرضع الجودة من ثديي أمه، حتى إنه ليرفع صوته محذرا : «كلو إلا الجودة» أي لا تمسوا الجودة الإعلامية بسوء، فيمسسكم إعراض الجمهور عنكم. المهندس «المغيليث» اتخذ الجودة معيارا لما يبثه التلفاز السعودي من: برامج، ومسلسلات، وأملي أن يشاركني الرأي بأن تمتد الجودة لتشمل: قراء الأخبار، والمذيعين والمذيعات، ومقدمي ومقدمات البرامج، والمحاورين، والمخرجين، والفنيين كافة، فمن كانت الجودة معياره، فهو في مأمن من رفض إنتاجه، وسخرية المشاهدين له، وإعراضهم عنه. من منكم لا يود مشاهدة إنتاج تلفازي سعودي جيد ؟ من منكم يفكر في الاستغناء عنه ؟ إنه لو فعل أو حتى نوى أن يفعل فسيكون هو الخاسر الأكبر في معركة شراء المنتج التلفازي الجيد، بل تخسر معه أسرته التي اعتادت أن تقتات من مائدة التلفاز السعودي، مذ كان باللونين الأبيض والأسود، وحتى حينما أصبح ملونا، لا متلونا كما هو حال بعض الفضائيات العربية. الجودة النوعية تعني: التخلي عن العواطف، والمجاملة، والواسطة، والالتزام بالموضوعية، وبالإنتاج المتمشي مع السياسة الإعلامية، وإذا استمر التلفاز السعودي في منهج الجودة، فسيجد تقديرا زيادة على التقدير الحالي، وإقبالا على إنتاجه بوصفه بضاعة راقية، يشتريها الجمهور مهما غلا ثمنها. إن أي وسيلة إعلامية تلتزم بالجودة، إنما تلتزم بالجذور، وتنبذ القشور، وتتخلى عن التوافه، وهي بذلك تضرب المثل في تمسكها بالجودة، وتوجه رسالة لمن تخلى عنها، ولمن استمرأ الإنتاج الضحل، ولمن فضل الإنتاج المنفذ في الخارج، على حساب الإنتاج المحلي. عندما كان عدد ساعات إرسال التلفاز السعودي لا تتجاوز أصابع اليدين، كان متمسكا بفضيلة النوع لا الكم، ربى الجمهور عليه، فتمترس خلف شاشته، ورمى وراء ظهره شاشات تعرض الإنتاج الرديء.. وكل رمضان وأنتم بخير. [email protected] فاكس: 014543856 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة