قاد الحس الوطني والإنساني مجموعة من طلاب جامعة الأمير محمد بن فهد يدرسون في قسم الهندسة الميكانيكية وأطلقوا على أنفسهم «مجموعة الأمان» إلى إيجاد فكرة تجعل المملكة أقل الدول في نسب الحوادث المرورية القاتلة، بعد أن تبين أن أحد أهم فقدان الأرواح في تلك الحوادث هو عدم ربط أحزمة الأمان، وأثبتت الدراسات أن 70 في المائة من الحوادث المؤدية إلى الموت كانت نتيجة عدم استخدام الحزام في مسافة تبعد 25 ميلا عن بيوت الضحايا وبسرعة تقل عن 40 ميلا في الساعة. وأطلق الطلاب ابتكارا حمل اسم «الحزام الذكي» وتكمن فكرته في ربط حزام الأمان ربطا جذريا بمفتاح تشغيل المركبة، حيث لا يمكن تشغيل السيارة إلا بربط الحزام، وفي الحالات الطارئة إذا تم فصل حزام الأمان أثناء قيادة السيارة فإن هناك منبها مؤقتا لمدة دقيقتين من خلال دالة إلكترونية صممت بنظام القيادة عن بعد تجعل السرعة تتراجع ولا يستطيع السائق أن يتعدى سرعة 45 كيلو مترا في الساعة حتى يربط حزام الأمان. ويؤكد الطلاب الخمسة المشاركون في هذا المشروع، وهم: يحيى محمد آل همام، رامي صالح السيد، بدر بطيور، عبدالله الحربي، وحماد الحماد أن ارتفاع نسبة الحوادث في المملكة كان المحرك الأول والدافع الذي جعلهم يفكرون بهذه الطريقة ويقدمون على هذا الابتكار. واستشهدوا بدراسات إحصائية تشير إلى زيادة حالات الوفاة التي تتسبب بها حوادث الطرق في المملكة بنسبة 10 في المائة خلال العام الماضي، وصنفت منظمة الصحة العالمية المملكة في المرتبة الأولى عربيا وعالميا من حيث نسبة الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية. يقول يحيى آل همام: إن مايميز مشروعنا أننا وضعنا داخل حزام الأمان خلايا كهرومغناطيسية تقيس نبضات القلب، وتتعرف من خلاله الدالة الإلكترونية إذا ما كان حزام الأمان في الوضعية الصحيحة أم لا، ويستدل النظام على وضعية الحزام الصحيحة لقائد المركبة، لافتا إلى أن المجموعة تسعى خلال الفترة المقبلة للحصول على براءة اختراع لهذا المشروع من خلال التنسيق مع مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهبة والإبداع.