منذ بداية تطبيق إدارة المرور قرار رصد المخالفات المرورية على مخالفي ربط حزام الأمان وهو يحظى بتفاعل كبير من السعوديين، لكن ذلك لم يلغِ ارتفاع نسبة المخالفات المسجلة التي احتلت المرتبة الأولى في بعض السنوات على حساب المخالفات الأخرى التي ترصد بكثرة كالوقوف الخاطئ والسرعة وقطع الإشارة. ومنذ إقرار رصد المخالفات على عدم ربط الحزام في رمضان 1421 هوقائدو المركبات يتقيدون بذلك، إلا أنه وضح تهاون بعض الشيء من ناحية المواطنين ورجال الأمن حيال هذا الموضوع. "شمس" وقفت على أسباب عدم تقيد المواطن السعودي بربط حزام الأمان أثناء القيادة، وأبرز النواحي الأمنية من خلال وجهة نظر رجال الأمن في السياق التالي: تهاون في الرصد في البداية، يقول عبداللّه أبا الخيل (موظف حكومي): "يعاني بعض قائدي المركبات مع حزام الأمان؛ فمع بدء تطبيق نظام المرور الجديد العقوبة على عدم التقيد بربطه، استبشر الجميع خيرا وذلك بخفض نسبة الحوادث بالسعودية، لكن للأسف لم يمر العام الأول على تطبيقه إلا ووُجد تقاعس من قبل المواطنين ولم يتقيدوا بالنظام، كما هو الحال بالنسبة إلى رجل المرور؛ فمسألة إعطاء مخالفة على حزام الأمان لا تأتي من ضمن أولويات رجل المرور في الوقت الراهن"، ويضيف: "ربط الحزام أهم من أي مخالفة أخرى؛ فهو يتعلق بسلامة السائق في الدرجة الأولى، فيما باقي المخالفات المرورية تكون من شأنها المحافظة على سلامة الآخرين مثل السرعة وقطع الإشارة المرورية وغيرها من المخالفات "، ويؤكد أبا الخيل": التهاون في عدم تطبيق العقوبات على المخالفين يجعل هذا الأمر في تزايد؛ ما يفاقم المشكلة بحيث نحتاج إلى سنوات أخرى من أجل إعادة تطبيق هذا النظام بالشكل الصحيح، فيجب الوقوف بحزم مع قائدي المركبات الذين لا يلتزمون بالأنظمة؛ وذلك من أجل عدم هدر مزيد من الأرواح نتيجة عدم الالتزام بالقوانين". تحايل على النظام ويضيف عبدالمحسن العزام (طالب جامعي) بقوله: "إن حزام الأمان يأتي من ضمن الأمور الثانوية لدى أغلب الشباب السعوديين؛ فمع دخول السيارات الجديدة المتطابقة في المواصفات والمقاييس التي تعطي إنذارا بعدم ربط حزام الأمان إلا أنها وجدت تحايلا من قبل بعض الشباب، وذلك بربطه من خلف المقعد الأمامي للسائق وللراكب كذلك؛ من أجل سرعة ربط الحزام في حالة وجود سيارة المرور، أو مرورهم بنقطة تفتيش على الطريق، ويضيف: "أصبح ربط الحزام من الأمور الغريبة بالنسبة إلى الشباب، إذ يعتقد بعضهم أنه منظر لافت للنظر، كما أن هناك أوصافا أطلقها البعض على من يربط حزام الأمان ونعتهم بالخوف من الموت أو من رجال المرور". حوادث بالجملة ويتمنى محمد العامر (موظف قطاع خاص) أن يكون ربط الحزام من الأولويات، ويكمل قائلا: "نلحظ تهاونا بخلاف ما كنا عليه في السنوات الماضية، فنجد أن أحد أهم الأسباب هي عدم مراعاة السائقين لجوانب الأمن والسلامة في قيادتهم للمركبات، وحرصهم على عدم ارتكاب مخالفات أخرى، متناسين بذلك مخالفة عدم ربط حزام الأمان، ولقد أثبتت دراسات وإحصاءات كثيرة ينشرها المرور عن نسبة الإصابات في حوادث السيارات ويكون سببها عدم ربط حزام الأمان أنها تكون مرتفعة مقارنة بباقي الأسباب الأخرى، فيجب ألا ننتظر مخالفة من رجل المرور من أجل أن نتقيد بالنظام، بل يجب أن نراعي مسألة السلامة وتفادي الحوادث من أجل سلامتنا في المقام الأول وسلامة الآخرين". ويضيف: "من الأوْلى أن يكون التركيز في هذا الأمر على فئة الشباب، وأن يُفعَّل نظام تطبيق المخالفات المرورية بحزم، فعليه يجب أن يستوقف سائق المركبة الذي لم يراعِ تطبيق النظام، من أجل إعطائه مخالفة مرورية، على غرار إيقاف مخالفي السرعة وقطع الإشارة الحمراء؛ لأن ربط حزام الأمان لا يقل أهمية عن هذه المخالفات".