تستعد إدارة المرور في المنطقة الشرقية لتشغيل نظام «ساهر» الثابت، في الخبر والدمام، بعد مضي نحو عام من تشغيل «ساهر» المتحرك في الشوارع السريعة، و ترى إدارة المرور أن «ساهر» ساهم بصورة كبيرة في الحد من الحوادث المرورية التي كانت تشهدها الطرق يومياً. وجاء نظام «ساهر» كمرحلة من حملة مرورية تشمل جميع مناطق المملكة، وتطور نوعي يُعدّ الأهم من نوعه منذ نشأة نظام المرور، بهدف الحد من الحوادث المرورية التي تعتبر واحدة من أكثر الأسباب التي تحصد الأرواح في السعودية، إذ يتجاوز عدد المتوفين فيها خلال العام أكثر من 5 آلاف حالة، بالإضافة إلى آلاف الإصابات، بالرغم من مئات الآلاف من المخالفات. وتقدر مصادر ذات علاقة بالخسائر المالية الناجمة عن الحوادث المرورية في السعودية بنحو 6 بليون ريال سعودي سنوياً، ما يعني أن السعودية تفقد نحو واحد بالمئة سنوياً من الناتج المحلي نتيجة لهذه الحوادث. وقال مصدر أمني ل «الحياة» إن الحوادث المرورية هاجس لدى القيادات الأمنية في السعودية، بعد أن سجلت خلال الأعوام الماضية أرقاماً قياسية، جعلت السعودية تحتل مراكز متقدمة عالمياً في عدد الحوادث المرورية. بيد أن اللافت للنظر في حملات التوعية الأخيرة أنه يصاحبها إعلان عن تدشينها في وسائل الإعلام المقروءة و المسموعة، و المرئية، وتشمل جميع المخالفات المرورية التي قد ينجم عنها حوادث مرورية، وأبرز هذه المخالفات قيادة صغار السن للمركبات، وعدم ربط حزام الأمان، وعدم التأكد من سلامة إطارات المركبة، وإشاراتها الضوئية، بالإضافة إلى عدم التأكد من السيارات المستعملة والمستوردة من الخارج، ومدى مطابقتها للمواصفات والمقاييس المحددة من الهيئة المختصة بذلك، وغيرها من المخالفات. مضيفاً أن «الحملات التي ستتم في المستقبل ستسعى إلى تطبيق جميع الجزاءات والعقوبات الصارمة المحددة من قبل الإدارة العامة للمرور ضد المخالفين، والتي قد تصل إلى حجز المركبة». وكانت المدن السعودية سجلت خلال الفترة الماضية ارتفاعاً كبيراً في عدد المخالفات المرورية، تتعلق بتجاوز السرعة القانونية، وقطع الإشارة في مناطق عامة وخطرة كادت تتسبب في حوادث مرورية مروعة. وكانت جدة لوحدها سجلت خلال العام قبل الماضي قرابة 63 ألف حادث مروري. وكشفت تقارير صادر عن إدارة المرور أن 30 في المئة من إجمالي الحوادث المرورية يتسبب فيها الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و30 سنة. وتنخفض نسبة مرتكبي حوادث السير بين 41 إلى 50 سنة إلى 20 في المئة، وقدرت ما نسبته 25 في المئة من الحوادث تسبب فيها من هم بين 31 إلى 40 سنة. ويكشف التقرير أن من تجاوزت أعمارهم 50 سنة يشكل 16 في المئة من إجمالي حوادث السير في محافظة جدة، في حين أن المراهقين، والذين تصل أعمارهم إلى 17 سنة سجلوا 9 في المئة، وهي أقل نسبة من مرتكبي الحوادث المرورية.