يبدو أن صورة الماضي والحنين إلى العودة إليه تحولت إلى حالة مرضية في وجداننا العربي، فبرغم أن الماضي لم يكن مبهجا، بل كان مليئا بالمنغصات والهزائم وشظف العيش والمعاناة والتعب وقلة وسائل الترفيه، إلا أن الملاحظة الأكثر جلاء لدى كثيرين عند سؤالهم وهم في أوج نجاحهم وتألقهم وسني شبابهم حنينهم إلى الماضي. وإذا كنت أتفهم الحنين إلى الطفولة بهواجسها البيضاء وإذا كنت أعي التوق إلى مرابع الصبا وإذا كنت أفهم تماما مثلما أفتقد الآن جدار الأب العالي وحضن الأم الأمين والدافئ وإذا كنت أستوعب الشقاوات الصغيرة وحتى الكبيرة والركض إلى لا مكان وإذا كنت أصدق جمال البراءة ونصاعة المراهقة، إلا أنه لا يمكن أن يتحول الحاضر وبعده المستقبل إلى لعنة كبيرة نتحرج منها ونخاف من ويلها. الحياة لا يمكن أن تعود إلى الوراء ولو كررت بعض أحداثها .. والماضي مهما كان قابعا في نفوسنا فهو ماض لا أكثر ولا أقل يجب أن نستفيد من أخطائه أكثر مما نتعلق بخيالاته. ولكن يبدو أن الوضع العربي المزري جعل كل شيء ماض هو الأجمل لأن الحاضر تحول إلى خراب والمستقبل إلى سديم .. فلماذا إذن تحولنا إلى كائنات ماضوية .. هل الحاضر هو السبب أم نحن الذين صنعنا حاضرا لا يليق بنا ولا بالإنسان في دواخلنا؟!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 167 مسافة ثم الرسالة