تتوغل العلاقات الاقتصادية الوثيقة بين المملكة ولبنان في التاريخ بعناصر الأواصر والمصالح المشتركة. وتمثل زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز إلى لبنان منعطفا سياسيا يوحي بالأمل والطمأنينة ويبعث التفاؤل في الحركة الاقتصادية. هذا ما أجمع عليه الخبراء الاقتصاديون في تعليقاتهم ل«عكاظ» بمناسبة زيارة الملك عبد الله للبنان. رئيس مجموعة الاقتصاد والأعمال الخبير الاقتصادي رؤوف أبو زكي أوضح ل«عكاظ» «هذه العلاقات هي تتويج لعلاقات ممتازة وهذه الزيارة تعطي دفعة معنوية ومادية للبنان. وهي ممتازة في كل المجالات لأن السوق السعودية كما السوق اللبنانية والاستثمارات كبيرة ومتنوعة من مصرفية أو سياحية أو عقارية». وأضاف أن هناك حركة سياحية نشطة في لبنان على مر السنين، وهناك كثير من أبناء المملكة أصبحوا شبه مقيمين في لبنان، ويمتلكون مساكن في بيروت والجبل. كما أن هناك جالية لبنانية في المملكة، وهي فاعلة بجانب 500 مؤسسة لبنانية من مختلف القطاعات، فضلا عن استثمارات متبادلة بين البلدين. والجالية الكبيرة في المملكة تمثل مصدر دخل للبنان. وفي كل المنعطفات التي كان يمر بها لبنان، كان يجد المملكة القوة الكبيرة الداعمة للبنان في كل الصعد الاقتصادية والتربوية والإنمائية والسياحية. الخبير المصرفي الدكتور سامي نصيري قال ل«عكاظ» «لا يوجد أدنى شك أنها من أهم العلاقات بشكل خاص، وعلاقات لبنان بدول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام متينة يعززها وجود جالية لبنانية في المملكة تشكل الداعم الأساس لأكثرية عائلات لبنان، وتعمل على تجذير العلاقات الاقتصادية بين البلدين». وأردف «أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز إلى بيروت ستعمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية وتعطيها مظلة الأمان لمزيد من التطور والازدهار». من جهته، أوضح الخبير الاقتصادي الدكتور أحمد سفر ل«عكاظ» «أن زيارة الملك عبدالله إلى بيروت تشكل مظلة أمان واستقرار ليس فقط للعلاقات الاقتصادية بين المملكة ولبنان، وإنما تشكل عامل استقرار في جميع الاتجاهات السياسية، الاقتصادية، السياحية، والاستثمارية»، مضيفا «أن هذه الزيارة في ظل الوضع الإقليمي المضطرب، ستعمل على تثبيت الاستقرار، وإذا ثبت الاستقرار يكون الازدهار، وفي مقدمة الازدهار تأتي متانة الوضع الاقتصادي».