أبدت الأوساط اللبنانية ارتياحها للنتائج الإيجابية التي أرختها زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والقمة الثلاثية في بيروت على الداخل اللبناني، لجهة تثبيت الاستقرار والتأكيد على دعم المؤسسات الرسمية ونبذ العنف الداخلي. ورأى عضو تكتل لبنان أولا النائب عقاب صقر في معرض حديثه ل«عكاظ»، أن توقيت الزيارة استثنائي، والهدف منها نزع فتيل التفجير الذي يحكى عنه، وجاءت لتقلص كل ما يهدد الاستقرار. وأضاف أن الزيارة نجحت وتغلبت على أصحاب التباين في الخارج، والمصطادين في الماء العكر في الداخل. وأن نتائجها ذهبت حتما إلى تحسين الوضع السياسي اللبناني والعربي، والتهديدات التي تواجهنا من العدو الإسرائيلي. وأثبتت قمة بعبدا أنها الداعم لاتفاق الطائف، وأن التفاهم السعودي السوري ضمانة أساسية للبنان، وبالتالي، تأكدت المتانة في العلاقات العربية في مواجهة الأعداء، وخصوصا التهديدات الإسرائيلية والتوترات التي تشهدها المنطقة من هنا وهناك. وانتهى «أن نتائج الزيارة ستكون استثنائية، لأن اللبنانيين استطاعوا في ضوئها أن يزيلوا الخطر الذي يحدق بهم». واعتبر النائب عاصم عراجي أن هذه الزيارة تصب في مصلحة الدول العربية الحريصة على استقرار لبنان وأمنه، وشكلت مظلة عربية للوضع الصعب الذي مرت به البلاد، والتشنج السياسي الذي خيم في الأسابيع الماضية، وهكذا تساس الأمور.وأضاف «أن نتائج القمة العربية التي عقدت كبيرة وجيدة على لبنان، خاصة أن المملكة وسورية لهما تأثير قوي، ويجب ألا ننسى أن الملك عبد الله بن عبد العزيز قد زار مصر قبل أن يأتي إلى سورية ولبنان، وبالتالي فإن نتائج القمة ستنعكس على هذا التفاهم العربي الذي بدأ منذ انعقاد القمة الاقتصادية في الكويت». ووصف أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية الدكتور جورج صدقة الزيارة بالتاريخية في الشكل والجيدة في المضمون، لأن مجرد انعقاد القمة العربية بين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيسين بشار الأسد وميشال سليمان، يعمل على تخفيف الاحتقان وترسيخ الاستقرار، وأن نتائج القمة العربية ستظهر قريبا، لأن وصول الملك عبد الله بن عبدالعزيز والرئيس الأسد على متن الطائرة الملكية السعودية، وإجراء المباحثات الثنائية في دمشق، حتما له نتائج إيجابية لأن هدف خادم الحرمين منذ سنوات، إرساء المصالحة العربية ونزع فتيل التوتر سواء في لبنان أو العراق أو إعادة الحياة إلى مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل». وأوضح الكاتب إبراهيم بيرم أن الزيارة لها تأثيرات مباشرة على الوضع اللبناني تحول دون انزلاق الوضع اللبناني نحو التفجر والاحتقان. وتعيد ترتيب هذا الوضع على أساس تفاهم جديد حيال الكثير من الملفات الساخنة والخلافية ونتوقع المزيد من الانفراجات والحلحلة لملفات معقدة، لا سيما تسريع عجلة العمل الحكومي الذي بقي طوال الفترة الماضية يعاني تباطؤا شديدا في الدوران، بفعل الخلافات السياسية الموروثة عن المرحلة الماضية أو المستجدة في الآونة الأخيرة.