إن أردت أن تستطلع أحدث أخبار الطيران التجاري والحربي فقم بزيارة معرض «فارنبره» في جنوبلندن فعليا أو على الإنترنت حيث ستجد أحدث الطائرات والتقنيات المتقدمة، كما ستشهد أحدث أساليب المنافسات الشرسة جدا بين العمالقة في مجال الطيران التجاري وأبرزهم جهود شركتي «بوينج» الأمريكية، و «إيرباص» الأوروبية..ستقدم الأمريكية مجموعة دراسات لتثبت أن طائرتها ال 737 هي الأكثر مبيعا في العالم، وأنها أفضل الموجود للمسافات القصيرة إلى المتوسطة.. وسترد عليها الأوروبية أن طائرتها من طراز 320 هي الأكثر مبيعا، وأنها الأفضل في كفاءتها بدون أي شك..وستقدم الأمريكية مسوغاتها أن أحدث طراز من طائراتها المستقبلية ال787 هي الأروع من حيث السلامة والاقتصاد.. وسترد الأوروبية أن طائرتها التي ستصدر قريبا من طراز 350 ستقدم أفضل التقنيات المتعلقة بسلامة واقتصاديات التشغيل.. ويستمر الكلام فيما يتعلق بين التنافس بين العمالقة البوينج 747 والإيرباص 380.. ومن الغرائب أن الحوار بينهما هو أقرب «للردح» المهذب فيتطرق للممارسات غير اللائقة في التمويل، والدعم الحكومي وحيث أقل طائرة لا يقل سعرها عن المائة والخمسين مليون ريال فكل صفقة مهمة حتى ولو كانت صغيرة.. وعلى هذه السيرة فهناك مفاجآت في جديد عالم الطيران التجاري في المعرض الإنجليزي وأهمها هي دخول بعض المنافسين الجدد ضد البوينج والإيرباص بأسماء جديدة وطريفة.. وعلى رأسهم شركة «بومباردييه» الكندية بطائرتها من طراز سي أس 300 وشركة «إركوت» الروسية بطائرة إم إس 21، وشركة «كوماك» الصينية بطائرة سي 919 ويمثلون بدايات صغيرة ولكن كل واحدة تفرق.. ونظرا لأن الطائرات تعتبر من أغلى الأصول المالية، فهناك عادة اهتمام وتخطيط ببرمجة إهلاكها إلى أن تنهي أعمارها التشغيلية المفيدة وتذهب إلى مقابر الطائرات.. ولو أردت أن تستكشف أكبر مقبرة طائرات تجارية في العالم فانظر في صحراء جنوب كاليفورنيا في بلدة «موهافي» في الولاياتالمتحدة.. وستجد الطائرات التي تمت إحالتها على التقاعد.. وفي الغالب التقاعد المبكر لأن عمرها الافتراضي الاقتصادي قد تسارع لأسباب لا علاقة لها بالسلامة أو الأداء الهندسي..أسباب مثل صعود تكلفة الوقود، أو انخفاض الطلب على السفر، أو الأداء المالي غير المجدي، وبالتالي فالعديد من تلك الطائرات لديها القدرة على العطاء، ولكن تم «ركنها» بسبب اقتصاديات تشغيلها.. خطرت هذه الأفكار في بالي أثناء سفري من جدة خلال الأسبوع الماضي.. فعلى أرض المطار تجد طائرات تجارية سعودية قد تمت إحالتها على التقاعد، وبدأت تفقد بعضا من أجزائها القابلة للعطاء مثل المحركات.. وهنا نطرح التساؤل عن مدى إمكانية نظر الخطوط السعودية في موضوع تقاعد الطائرات؟ وهل هناك طرق أفضل لإحالة هذه الطائرات على التقاعد.. فهل هذا الوضع لائق بما تبقى من قيمتها؟. أمنية تهمنا جميعا فلسفة إنهاء عمل الأصول القديمة لأنها تعكس الأسس التي يتم من خلالها إحالة أهم موارد بلدنا إلى التقاعد وهم البشر.. أتمنى أن تهتم خطوطنا الجوية بجميع مواردها القديمة والجديدة اهتماما يليق بمكانتها وأولها وأهمها هي الموارد البشرية ذات الخبرة الواسعة.. وطالما أن خطوطنا تحمل اسم الوطن، وعلم الوطن، فسنتوقع منها الكثير.. والبعد عن «الكراكيب». والله من وراء القصد. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 122 مسافة ثم الرسالة