انتقل إلى رحمة الله تعالى الزميل «لطفي شاهين» المصور الصحافي الذي عاصر انطلاقة «عكاظ» إلى آفاق التألق والإبداع بعد بداية عصر المؤسسات الصحفية بعشرة أعوام، حيث انضم ل«عكاظ» عام 1395ه، وظل يمارس عمله الإبداعي بكل همة ورغبة متجددة في التطوير والتألق حتى اشتد عليه المرض وقرر أن يستريح من الركض الإعلامي عام 1418ه، ليمضي نحو ربع قرن من العمل الإبداعي داخل «عكاظ»، أثرى خلالها أرشيف الصحيفة بالعديد من صور الشخصيات والموضوعات في جميع المجالات وعلى كافة الأصعدة المحلية. وعلى الرغم من ابتعاده عن بلاط الصحافة، لكنه لم ينس زملاء مهنته ورفقاء دربه، حيث كان على تواصل دائم معهم يتفقد أحوالهم ويطمئن عليهم، ولا يبخل أبدا في إسداء النصح لهم، فقد ارتبط بهم وجدانيا بعد أن قضى بينهم أربعة وعشرين عاما وظل الكثير من الزملاء يتذكرونه كزميل رائع ودود يكسوه النقاء والطيبة، وصحفي مبدع أتقن مهنة التصوير. كان حريصاً بدر الغانمي قال: لم أعرف لطفي شاهين إلا ضاحكا مبتسما. ذلك الوجه التفاؤلي الذي تنزاح برؤيته الهموم عن النفس، غادر عالمنا بعد أن باعدت بيننا مسافات وفضاءات. لقد أثارت فاجعة رحيله غصة في الحلق، وانحسارا لمدد الرفقة الجميلة، فلا الدمع يكفكف آلام الرحيل، ولا يخفف لوعة الفقد، ففراق أبي أيمن أسقط لبنة أساسية في جدار شامخ لعلاقة أخوية ظل محورها بتواصله في كل مناسبة تجمع العكاظيين القدامى. لن أنسى حرصه على أن يكون وراء تقديم أي عمل جيد طيلة سنواته في «عكاظ»، وسنظل نتذكره بشيء من السلوى. رحل لطفي بحبه للخير عن الحياة وهو زاهد فيها، فانطفأت ومضة نبل إنساني. رحيل صديق عابد هاشم قال: فاجأني خبر وفاة زميلنا وصديقينا لطفي، فقبل أسبوع كنت في زيارته للاطمئنان عليه، فذاكرتي تحمل الكثير من الذكريات لهذا الفنان والمبدع، الذي كان حريصا على التقاط الصور الجيدة حتى تبقى في الذاكرة زمنا طويلا، رحل الصديق الوفي الذي تجده إلى جانبك دائما في لحظات الفرح ولحظات الحزن، أسأل الله أن يتغمده برحمته ويسكنه فسيح جناته. فاجعة الرحيل محمد الهتار قال: قبل يومين اتفقت مع ابنه أيمن وهو زميل لنا في العدد الأسبوعي على زيارة والده لطفي في الأيام المقبلة لكنه فاجأني بخبر وفاة والده وجعلني مع الزملاء نعيش صدمة فقدان زميل تشرفت بمرافقته في العديد من المهمات الصحافية والتي لم تكن تخلو من بعض المقالب، ورغم شدتها في بعض الأحيان وأكون أنا المتسبب فيها، لكنه كان يتقبلها بصدر رحب وباتسامه عريضة، حتى إنه كان يحرصا على أن نجلس معه ونتناول القهوة من صنع يده. رحم الله أبا أيمن وأسكنه فسيح جناته. يحب الخير حسين الحجاجي قال: لا تسعفني أي مفردة لوصف صدمتي بفراق زميلي وصديقي لطفي، فالموت حق علينا، ولا نجد سبيلا سوى الدعاء لمن نحبهم بالرحمة والمغفرة، فقبل سنوات طويلة عملت معه، وكان نعم الأخ والزميل، فهو رجل يحب الخير للجميع، رحمه الله برحمته الواسعة. اعتذار الكبار عبدالرحمن الختارش قال: لا أنسى تلك اللحظة التي رفض فيها الراحل لطفي أن يخرج معي بحجة أنني ما زلت صغيرا، وفي بداياتي، يومها أصبت بصدمة إلا أنه لحق بي واعتذر مني وأصر على أن يخرج معي، وفيما نحن نسير قال لي إنه كان يمزح معي، وبالفعل نشر أول حوار لي وكانت أول صورة فيه من تصوير الزميل الراحل رحمه الله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته. رسم دربي أحمد العرياني قال: لا أجد ما أقوله في فقيدنا الغالي، فمهما قلت لن أوفيه حقه، كان أول من استقبلني في «عكاظ» وأول من رسم لي بداية خطواتي العملية كمصور صحافي، ولا زلت أتذكر أثناء تدريبي في عام 1414ه كيف أنه طلب مني أن أتمسك بهذا العمل وأن اجتهد حتى يتم تعييني كأول مصور سعودي في «عكاظ»، واصطحبني معه في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين لتغطية الحدث الرياضي. رحمك الله يا أبا أيمن، فقد كنت الوالد والأخ والزميل.