عمري 18 عاما، سريعة الغضب، لا أتحمل أي شخص من حولي، ولا أتمالك نفسي إذا غضبت، وصرت أخشى أن يأتي يوما أغضب فيه أمام والدي، حاولت تغيير نفسي كثيرا ولكني لم أستطع، ولا تتوقف مشكلتي عند هذا الحد فأنا أعاني أيضا من الحساسية الزائدة إلى درجة أنني أبكي وأغضب من أية كلمة أو حركة مزح، وتكون ردة فعلي عنيفة وأرد بكلام لا أدري عنه، وقد أضرب أي شخص أمامي وبأي شيء، ولا أهدأ إلا إذا رأيت الدم الذي يتسبب لي بالخوف ويجعلني ابتعد كثيرا عن الشخص الذي اتخاصم معه، أشعر حاليا بتعب كبير من الحالة التي وصلت إليها، وأتمنى أن أغير من نفسي، ومما أعاني منه. أسماء . س المدينةالمنورة لاشك أنك تعانين من حالة غضب شديدة، وعصبية وعدم قدرة على ضبط ثورات الغضب التي تعانين منها، وأنت أمام عدة طرق للحل، أولها قراءة بعض الكتب التي تتناول إدارة الغضب، والاستفادة منها، والطريقة الثانية، الجلوس مع نفسك والبحث في أسباب الغضب، وهي كثيرة، فقد تكونين من النوع الذي تعرض للإهانة في طفولتك، وهذا ما جعلك تتحسسين بدرجة عالية من أي موقف تشمين منه رائحة الإهانة حتى لو كان الآخر الذي تتضايقين منه لا يقصد ذلك، وقد يكمن سبب غضبك في وجود واحد أو أكثر من المجالات التي لم تحققي فيها إشباعا، ولم تصلي فيه إلى ما تريدين، كالدراسة أو الوظيفة أو المكانة داخل العائلة أو غيرها، وهذا يجعلك تشعرين بأنك متوترة كل الوقت وحين يصدر عن أي شخص في محيط حياتك تصرف غير مناسب تثورين بصورة أكبر بكثير مما يتطلبه الموقف، فإن نجحت في بحث هذه الأسباب أو سواها وتوصلت لوضع اليد على بعض هذه الأسباب فهذا أمر جيد وتكونين عندها قد قمت بعملية استبصار في ذاتك، وإذا لم تصلي لمثل هذه النتيجة ولم تفدك قراءة الكتاب فعليك أن تلجئي إلى متخصص نفسي يساعدك على الغوص في أعماقك لقراءة الأسباب الدفينة لمثل هذه الثورات من الغضب وهو سيساعدك على إيجاد الحلول المناسبة، سواء كانت نفسية أو دوائية.