أنا شاب أعاني من مشكلة تكمن في أنني أغضب بسرعة، ولدي ماض قاس من أهلي في معاملتهم لي، وصرت كلما اتصل بي شخص أحسب ألف حساب لهذا الاتصال، وأبدأ بالقول لنفسي: لابد أن هذا المتصل يريد مني أمرا، فربما هو يريد خدمة أو يريد أن يقترض مني مالا، وخلال استعراضي لهذه الأفكار أقطع شعر وجهي أو رأسي ولا أرتاح إلا إذا وضعت الشعرة في فمي وأعض عليها، وإذا صليت بالناس أتعرق وأرتجف، وأتلعثم. (ن.س) الرياض الواضح أنك تعاني من قلق عال وتوتر شديد، كما أن ثقتك بنفسك ليست بالمستوى المطلوب، وعلاج القلق والتوتر العاليين اللذين تعاني منهما يكمن في مراجعة متخصص في العلاج النفسي، أو متخصص في الطب النفسي، ويمكن لدواء يصفه لك الطبيب النفسي أن يقلل من هذا القلق والتوتر، أما مشكلة التعرق والارتجاف والتلعثم حين تكون إماما للناس في الصلاة فهي نتيجة طبيعية لضعف ثقتك بنفسك، وتوقفك عند ما فعله أهلك بك، ورد أسباب المشكلة إلى تلك المعاملة سيجعلك تقف عند تلك المرحلة وسيصعب عليك التحرك من مكانك، وربما تؤزم مشكلتك بنفسك أكثر مما تحلها، علينا أن نتذكر أن أهلنا وبالتحديد الأب والأم ليس بنية أحد منهم أن يؤذينا، وإن كانت تصرفاتهم الخاطئة في كثير من الأحيان تؤذينا، إلا أننا نحتاج لالتماس العذر لهم حتى لا يبقى في نفوسنا غل عليهم، والعذر يكمن في أن نيتهم كانت طيبة وكانوا حريصين على تربيتنا، وأن نكون أفضل الناس، إلا أن مساحة الجهل الكبيرة الموجودة عند الكثيرين منهم أودت بهم وبنا إلى هذه الحالات كثيرة الشيوع، وبالتالي نحتاج أن نتخلص من كرهنا لهم بسبب أخطائهم بحقنا من خلال إقناع أنفسنا بأنهم فعلوا ما فعلوه بنية حسنة؛ ولكن بطريقة خاطئة، وكلما أزحنا من أنفسنا مثل هذه الكراهية كلما صفت نفوسنا تجاههم وقل توترنا وقلقنا، وتبقى بحاجة ماسة للقراءة في آليات زيادة الثقة بالنفس وستجد في المكتبات العديد من الكتب التي ستفيدك في هذا الجانب، فإن قرأتها ولم تجد الفائدة المرجوة فيفضل أن تراجع استشاري نفسي تتحدث إليه وسيساعدك على إيجاد بعض الطرق المفيدة والتي ستحسن ثقتك بنفسك.