أقفل مؤشر سوق الأسهم السعودي في آخر تداولات الأسبوع المنصرم على انخفاض ب41 نقطة وبقيمة تداولات بلغت 3.5 مليار ريال، جراء كثافة البيع الذي تعرض له قطاع البتروكيماويات وخصوصا سهم سابك، الذي يتضح أن الضغط الواقع عليه وعلى القطاع ليس إلا ضغطا يمثل وجهة نظر فنية لا علاقة لها بالتحليل الأساسي الذي يميل إلى صالح كفة ارتفاع الاسعار. وبانتظار نتائج الربع الثاني لبقية الشركات فإن الاوضاع يفترض أن تكون بمنأى عن مخاطر تذبذبات الأسواق الأخرى التي تتجاذبها بيانات متناقضة ما بين الإيجابية والسلبية، خصوصا أن الأرباح المجمعة للنصف الأول من هذا العام للشركات التي أعلنت نتائجها تفوق كثيرا ما حققته خلال نفس النصف المائل من العام السابق، إذ بلغت الأرباح هذا العام 19.2 مليار ريال تقريبا، باستثناء قطاع المصارف الذي انخفضت أرباحه بصورة طفيفة حيث بلغت في هذا النصف 11.7 مليار ريال مقابل 12.9 مليار ريال في النصف السابق، بيد أن قطاع الاتصالات حقق نموا جيدا قبل إعلان نتائج الاتصالات السعودية، حيث بلغت أرباح القطاع بعد إعلان «موبايلي» عن نتائجها التي حققت فيها أرباحا قاربت المليار ريال للربع الثاني وإذا ما أضيفت أرباح الربع الأول فإنها ستكون قد تجاوزت المليار ونصف المليار ريال، وهو رقم أرباح قياسي للشركة منذ انطلاقها، وأصبحت تشكل منافسة قوية وشرسة للاتصالات السعودية بريادة هذا القطاع، إذ تتميز الاتصالات السعودية عن «موبايلي» بقدمها وكبر حجم رأسمالها وقلة تكلفتها التشغيلية، فيما تتفوق «موبايلي» بمرونة تحركها وقفزاتها الرشيقة. ولكن الشركتين أمامهما مواجهة من العيار الثقيل سواء فيما بينهما أو بإضافة المنافسين الآخرين وهما زين «المتعثرة» واتحاد عذيب الحديثة والتي سيكون طريقها شاقا للغاية للثبات في السوق. ومع ترقب إعلان نتائج شركة سابك فإن قطاع البتروكيماويات استطاع تحقيق أداء رشيق هذا العام، إذ استطاعت شركات هذا القطاع تحقيق أرباح قوية خصوصا شركة ينساب، وحقق أرباحا وصلت إلى 3.6 مليار ريال مقارنة ب1.15 مليار ريال للنصف الأول من العام السابق. وكان أسوأ القطاعات قطاع السياحة والفنادق الذي انخفضت أرباحه المجمعة خلال هذا النصف من هذا العام بنسبة 83 في المائة، حيث انخفضت أرباح الفنادق السعودية بنسبة حادة؛ نظرا لعدم قيام الشركة هذا العام من تضمين أي أرباح رأسمالية مثلما فعلت في العام السابق. كذلك استطاعت شركات القطاع الزراعي والغذاء المحافظة على استمرار تسجيل القطاع لنمو جيد بلغ 20 في المائة قبل إعلان نتائج شركتين مهمتين هما صافولا وهرفي، إذ يتوقع أن ترتفع النسبة بعد إعلان نتائج هاتين الشركتين. باختصار سجلت كل القطاعات باستثناء قطاعات الفنادق والمصارف والتأمين نموا بنسب مختلفة، ما يحافظ على استقرار السوق نسبيا، إذ أنه بالنظر إلى مسار التحليل الفني فإن السوق لايزال رهين الوضع السلبي، لكن يجب ألا ينظر إلى السوق أن يسير ككتلة واحدة بل إن هناك شركات سيكون مسارها متباينا مع مسار المؤشر، إلا أن مسار المؤشر يتفق مع أغلب القايديات مثل سابك والراجحي، فهما السهمان المحتملان لاستخدامهما للضغط على المؤشر خلال تداولات الأسبوع المقبل، لكن يجب الحذر من مغبة هبوط سهم سابك دون 84 ريالا وسهم الراجحي دون سعر 74 ريالا، إذ أن انخفاضهما دون ذلك سيؤدي إلى كسر المؤشر لنقطة 6135 نقطة وهي النقطة الخطرة التي يعتبر كسرها سلبيا خاصة إذا تم كسر حاجز 6000 نقطة على أبعد تقدير، فهو سيكون بمثابة انكسار حقيقي لمؤشر السوق وتبدل الأحوال بصورة سلبية جدا، ومع هذه الصورة المتشائمة التي فرضتها إغلاقات الأسبوع الماضي فإن الأمور لابد من التعامل معها بعقلانية وترو، إذ أن ارتداد المؤشر من أي من نقاط الدعم إغلاقه الأسبوع المقبل فوق مستويات 6270 نقطة أمر جيد وبداية حقيقية لإيجابية السوق.