حين قرأت ما كتبته الدكتورة لطيفة الشعلان في حلقتين متتاليتين عن علاقة الحب التي كانت تربط الشاعرة الأردنية فدوى طوقان بالأديب المصري أنور المعداوي، وكيف أن فدوى استاءت من عيسى الناعوري الذي ذكر أن العلاقة بين الاثنين لم تكن علاقة حب وإنما كانت مجرد صداقة ربطت بينهما، فبعثت إليه، حسب ما تقوله عنها الكاتبة، برسالة تؤكد فيها علاقة الحب التي كانت تربطها بالمعداوي وتبرر له أسباب عدم لقائها به في المرات القليلة التي زارت فيها مصر. حين قرأت ذلك طاف بذهني تساؤل حول دوافع فدوى إلى تأكيد علاقتها العاطفية بالمعداوي واستيائها من الناعوري عندما أنكر وجود تلك العلاقة؟ هل هو مجرد تلذذ بإشباع الحاجة إلى الشعور بالحب، خاصة في آخر العمر عند فقد الشباب وما يصاحبه من جاذبية وجمال، فتشعر المرأة بشيء من الخيبة حين تجد الأعين منصرفة عنها؟، وتضخم التساؤل في خاطري لما مضيت في القراءة أكثر فوجدت الكاتبة تذكر أن كوليت خوري ما فتئت حتى اليوم تردد: «أنها وحدها كانت حب نزار قباني الكبير، مع وعد يتكرر كل عام بنشر الرسائل التي كتبها لها في خمسينيات القرن الماضي». وأن ديزي الأمير مستاءة من رجاء النقاش لأنه كما تقول يحبس لديه رسائل الحب التي تلقتها من الشاعر السوداني محمد المهدي المجذوب، بعد أن سلمتها له لينشرها لكنه لم يفعل، وقد عبرت عن ذلك أكثر من مرة على صفحات المطبوعات. ولا ننسى هنا أيضا غادة السمان التي دفعت برسائل غسان كنفاني إلى النشر لتباهي بحبه لها. ما الذي يدفع بنساء شهيرات وناجحات كهؤلاء إلى التأكيد على أنهن كن حب شخص ما من الشخصيات المعروفة والمهمة؟، إن هؤلاء النساء لسن في حاجة إلى الشعور بالأهمية أو الشهرة والظهور، فلهن من مكانتهن الخاصة في المجتمع ما يشبع ذلك ويزيد، لكنهن فيما يبدو لي يعانين من الخواء العاطفي، فالخواء العاطفي لايملؤه مال ولا مجد ولا عمل، لاشيء يلمؤه سوى الإحساس بدفء الحب.. كذلك مما يستحق منا الملاحظة هنا، هو هذا التغير الدراماتيكي في بعض المفاهيم في الثقافة العربية، فبعد أن كانت في الماضي علاقة الحب بين الرجل والمرأة علاقة معابة، يتستر عليها ويشوبها الحرص على أن تبقى في طي الكتمان والاجتهاد في تجنب الحديث عنها أو إفشائها بأية صورة كانت، نجد النساء الآن ممثلات في هؤلاء الأديبات يتباهين بذكر علاقاتهن العاطفية ويرين فيها دلائل على التميز وشهادة بالتفوق، حتى أن البعض منهن قد يغضبن إن أنكر أحد وجود علاقة حب تربط بينهن وبين من أشرن إليه. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة