أنهى المؤشر العام لسوق الأسهم السعودية تعاملاته الأسبوع الماضي على تراجع، وذلك على مدى ثلاثة أسابيع متتالية، مصحوبا بانخفاض في قيم التداول، حيث ما زال المؤشر العام يدور حول المنطقة التي كان عليها مع بداية العام الجاري 2010م، والمحددة عند مستويات 6121 نقطة. يستأنف المؤشر العام اليوم تداولاته مع تحسن في حالة الوضع العام في الأسواق العالمية، وفق بيانات متفائلة صادرة عن عدة اتجاهات تفيد بانحسار موجة التباطؤ الاقتصادي العالمي ومن أهمها البنك الدولي، والبنك المركزي الأوروبي، إضافة إلى تحسن الأسعار في أسواق النفط، فمن المتوقع أن تعود السوق المحلية إلى فحص المحفزات الشخصية لها من جديد، وفي مقدمتها بدء ظهور نتائج الشركات للربع الثاني، والتي ستتم مقارنتها بالربع السابق أو الربع المماثل عن العام السابق، والتي نتوقع أن تكون في صالح الربع الثاني من العام الحالي وبالذات لأسهم الشركات القيادية، وفي مقدمتها شركة سابك، مع التركيز على معرفة المخصصات التي تجنبها البنوك كسيولة تعالج تعثر سداد الديون، فلذلك سنجد أسهم شركات القطاع البنكي في اليومين المقبلين بين المد والجز، فمن الأفضل أن يفكر المضاربون في الفترة الحالية بنفس الطريقة التي يفكر بها أصحاب المحافظ الكبيرة، وبالذات من حيث وقت الدخول والخروج، ونوعية السهم المراد اقتناؤه، مع ملاحظة أن هناك أسهما تسير في نفس الخط الذي يسير فيه المؤشر العام، في حين توجد هناك أسهم تسابق المؤشر العام في الصعود أو الهبوط، حيث صعدت قبله وسبقته في الهبوط، وغالبا ما كانت هذه الأسهم هي الأكثر استحواذا من حيث السيولة والكميات في فترة صعود المؤشر العام، وهذه الأسهم تحتاج إلى مضاربة من النوع الحذر، كما هناك أسهم لم تتفاعل مع الارتفاعات السابقة، وتنتظر موجة الصعود المقبلة، وغالبا ما يخون الوقت من حيث الدخول والخروج المضاربين لهذه النوعية من الأسهم التي تتحرك مع نهاية المسار الصاعد، وأغلبها من أسهم الشركات الخاملة أو الثقيلة التي لها وقت طويل لم تحرك ساكنا، فلذلك من الصعب التنبؤ بحركة السوق على المدى اليومي، فربما تتجاوب السوق مع الأخبار الصادرة من الأسواق العالمية وقتيا، وسرعان ما تعود إلى وضعها الطبيعي. ومن أهم ما يربك السوق في مثل هذه الأوقات الصعود المفاجئ أو الهبوط القاسي، فهناك سيولة انتهازية تتحين الفرص وقبل أن تنهي السوق مسارها الهابط، تقوم بالدخول في سهم معين، وبالذات في الأسهم الأكثر تأثيرا على المؤشر العام والسوق معا، لعكس الاتجاه وتفويت الفرصة على السيولة الاستثمارية، والعكس في المسار الصاعد حيث تقوم بالخروج قبل إنهاء مساره الصاعد، فلذلك تجد السيولة الاستثمارية صعوبة في التعامل مع السوق، مما يدفعها إلى الإحجام والعزوف عن الدخول لفترة طويلة، وبالتالي نجد السوق تعاني من شح في السيولة، بدليل أن السيولة المتواجدة في داخل السوق هي نفسها السيولة التي تضارب على أي سهم يتم إدراجه للتداول على حساب أسهم قائمة، ويمكن التأكد من ذلك في حال تراجع أسهم قطاع بأكمله عندما يتم الإعلان عن طرح سهم جديد للتداول. على المدى اليومي، من المنتظر أن يفتتح المؤشر العام اليوم تعاملاته من عند سعر إغلاق الجلسة السابقة والمحدد عند مستوى 6056 نقطة، ويعتبر الهبوط إلى مستوى 5995 نقطة طبيعيا، وتجاوز خط 6137 بداية الإيجابية وما بينهما تبقى السوق في حالة مضاربة بحتة، وتجاوز خط 6162 والإغلاق أعلى منها مزيدا من الإيجابية، وكلما تداول تحت خط 6052 نقطة بداية السلبية والبقاء فوق نقطة الارتكاز 6084 نقطة يمكن المضاربة.